هللي أيتها الأجراس مساء وليلا، وباكرا وسحرا ... شاركي المؤذنين المقيمين - مثلك - في القباب، والصارخين - مثلك - بالناس إلى طرح أثقالهم على أقدام الرحمن الرحيم.
امزجي رنينك بنشيدهم الوقور المهيب، فلعل أصواتنا المتنافرة على الأرض تتقارب وتتحد فوق الضباب، وتعود إلينا بردا وسلاما. •••
اسكتي يا أصوات الانكسار والهوان،
في قلوب الأسرى والعبدان.
اسكتي في قلوب الأمم الذليلة، المقيدة بأطواق النحاس وسلاسل الحديد، الأمم العديدة السائرة كقطعان الإبل وراء إرادة الفرد المنتصر! الأمم المستعبدة لجهلها ولمعرفة الغريب.
اسكتي يا أصوات الذل والهوان،
في قلوب الأسرى والعبدان. •••
اخفتي يا أصوات اليأس في قلوب العميان والمرضى والمسجونين: الأولى في حياتهم ظلام، وفي أجسادهم سقام، وفي قلوبهم اليأس المريع، والملل الوجيع.
اخفتي يا أصوات المرارة في قلوب الراكضين وراء الرغيف، الذين لا تطلع الشمس إلا وتربط إلى أعناقهم أحجار الرحى، ولا تغيب إلا لتطرحهم في الأكواخ العفنة المظلمة.
اخفتي يا أصوات الحاجة في قلوب المحرومات والمحرومين اللباس، والغذاء، والدواء، والعناية، والملاينة، والحنو، والمحبة.
ناپیژندل شوی مخ