أنا شاب، جررت إلى الخنادق، وكلفت حصد النفوس، فحصدت، وحصدت، وحصدت.
حصدت حقولا أغراسها شبان وفتيان.
حصدت شبيبة قوية، نشيطة، منظمة، عالمة متفننة، كل ما في أوروبا من الجمال والقوة والعلم والفن كله مر أمام الآلة التي حصدت ولم ترحم.
حصدت البستان، تلو البستان، تلو البستان.
كأنه سباق بين الأمهات ومعامل كروب.
هذه ترمي ألوف القنابل، وتلك حبات القلوب.
حصدت وحصدت حتى ذابت حشاشتي من منظر الدم فصرخت: رباه! أما للجور قاهر؟!
ارجعوني إلى بيتي فأرى عروسي الصبية وطفلي الصغير، هل عرف رجل قبل اليوم معنى ابتسامة المرأة، وقبلة الولد في الصباح والمساء؟
هل درى أن في عيون الأطفال آية من ألحان السماء؟
ارجعوني فقد تاقت نفسي لملامسة خد صغير نعوم.
ناپیژندل شوی مخ