106

وعاش الابن لأبنائه ولأبناء أبنائه.

إلى جامعة السيدات

إن في بيروت اليوم حركة نسائية مباركة، حركة يقصد منها السير في طريق التقدم، والتقدم في نظري هو الذي يأخذ بحياة الأمة من أربعة أطرافها، فيتناول الأخلاقيات، والعلميات، والعقليات، والاقتصاديات، ويوجد نقطة خامسة، ولعلها الوسط لا الزاوية، هذا الوسط يسمى السياسيات أو حياة الأمة السياسية ...

ولكن الحكمة والمنطق والتعقل تقضي على النساء بعدم تناول السياسة. وهنا لا أتكلم عن السياسة بوجه العموم، فللنساء الأوروبيات فيها نظرية خاصة بهن نشأت من نفس أحوالهن، هذه النظرية تدفعهن إلى الدخول في الحياة السياسية؛ لأن فيها المناصب الكبيرة. وكبيرات النفوس في أوروبا يشتغلن للوصول إلى المناصب الكبيرة، لا لأجل التنفذ فيها؛ ولكن لأن منها تسن الشرائع والقوانين، ومنها تصدر مقدرات الأمة. والأمة يا سيداتي مجموع عائلات كثيرة، وفي هذه العائلات يوجد أناس غير الرجل الغني، الرجل التاجر، الرجل الوزير، الرجل السيد، يوجد أناس يدعون أرامل، وعمالا، وعاملات، وأصحاب عاهات، ورقيقا أبيض، وأيتاما، وأطفالا جنى عليهم السكر والفساد الفظيع، فدخلوا إلى هذا العالم لأجل العذاب، لأجل العذاب فقط يا سيدتي.

لأجل تحسين حالة هؤلاء طرقت سيدات الغرب أبواب السياسة. ولكن السياسة عندهم مرتكزة على قواعد معروفة، فهي في الأمة ومن الأمة.

وهي منذ مئات السنين تتطور ضمن قاعدة النشوء والارتقاء اللازمة الملازمة للأمم.

إن سياسة الغربيين مبنية على التجربة والاختبار؛ سياسة شيوخ، سياسة بلدية وطنية.

أما سياسة هذه البلاد، فلا حنكة فيها ولا خبرة، وأحيانا لا اعتقاد صحيح، ولا مذهب قويم، ولقد قلت: إن الحكمة والمنطق يقضيان على نسائنا بعدم المداخلة فيها، ليس لكونها سياسة، بل لكونها سياسة أوحال، والمرأة في نظري درة مكنونة لا يجوز طرحها في الأوحال. •••

إذن على نسائنا الطالبات التقدم أن يأخذن بأربعة أطراف الحياة: الأخلاقيات، والعلميات، والعقليات، والاقتصاديات، ليمشين في طريق لهن؛ فلعلهن يلتقين في آخرها بالرجل وقد أخذ نصيبه من أمثولة السياسة.

1

ناپیژندل شوی مخ