238

انه قال والله لقد آمن ابو بكر بالنبي صلى الله عليه وآله زمن بحيراء الراهب حين مر به ذلك قبل ان يولد علي قالوا ايضا وقال: به خلائق من الصحابة ولكنهم لم يسموا منهم غير من ذكر. هذه ادلتهم والى المنصف نكل فحصها والموازنة بينها وبين ما مر مع انا لا نرتاب في ان ابا بكر رضى الله عنه من السابقين الاولين إلى الاسلام والقائمين بالدعوة إليه رضي الله عنه وارضاه. يقول بعض المشاغبين من اصحابنا ان اسلام ابي بكر رضي الله عنه كان في سن الكمال كغيره من الصحابة وان اسلام علي كرم الله وجهه كان في حال صباه وهي حال قصور ونقول هذا من باب قلب الفضيلة جدلا إلى النقيصة اليس من القطعي انه عليه الصلاة والسلام لا يفعل شيئا من امور التبليغ الا بأمر امره الله به ثم ياترى اسلام علي كرم الله وجهه كان بالهام من الله ام بدعاية النبي عليه الصلاة والسلام إليه والاول لا يصح لانه يستلزم تقديمه على النبي صلى الله عليه وآله فانه لم يكن اسلامه الهاما ولم يكن يعرفه حتى جاءه جبريل به فتعين الثاني وفيه فضيلة لعلي خاصة حيث امر الله نبيه بدعائه بخصوصه إلى الاسلام من بين الصبيان ولم يدع غيره منهم ولو لم يمنحه الله في حال صباه من الاستعداد والاهلية ما منحه اهل الكمال لكان الامر بدعائه إلى الاسلام عبثا ينزه عنه الحكيم الخبير وفي هذا مشابهة لما منحه الله تعالى نبيه يحيى عليه السلام قال تعالى وآتيناه الحكم صبيا. ربما يقول قائل ان هذه المباحث لكما ذكرت ومن حيث انها متقضية لا تقضي بنا إلى كبير فائدة في المستقبل فلنتركها جانبا ونشتغل بالاهم (فنقول له) ان البحث عن الحقائق افضل ما يتوخاه الطالب ولكنا نرجع معك إلى الحال والاستقبال ونقول ها نحن قد امرنا بالتمسك بكتاب الله تعالى وبعترة نبينا محمد صلى الله عليه وآله واخبرنا عليه الصلاة والسلام بأنهما لم يفترقا حتى يردا عليه الحوض وبأن التمسك بهما لن يضل ابدا فماذا فعلنا وبمن من اهل

--- [ 240 ]

مخ ۲۳۹