وهذا القدر كاف من كلام الشافعي رحمه الله. ومن حيث ان في بعضه اشارة إلى استعمال التقية في بعض الاحوال فلنذكر هنا نص ما ذكره الامام النيسابوري في تفسيره عند قوله تعالى لا يتخذ المؤمنون الكافرين اولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شئ الا ان تنقوا منه تقاة ويحذركم الله نفسه. قال رحمه الله وللتقية عند العلماء احكام منها انه إذا كان الرجل في قوم كفار ويخاف منهم على نفسه جاز له ان يظهر المحبة والموالاة ولكن بشرط ان يضمر خلافه ويعرض في كل ما يقول ما امكن فان التقية تأثيرها في الظاهر لا في احوال القلب. ومنها انها رخصة فلو تركها كان افضل لما روى الحسن انه اخذ مسيلمة الكذاب رجلين من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله فقال لاحدهما اتشهد ان محمدا رسول الله قال نعم قال اتشهد اني رسول الله قال نعم وكان مسيلمة يزعم انه رسول بني حنيفة ومحمدا رسول قريش فتركه ودعا الآخر وقال اتشهد ان محمدا رسول الله فقال نعم نعم نعم فقال اتشهد اني رسول الله فقال اني اصم ثلاثا فقدمه وقتله فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وآله فقال صلى الله عليه وآله وسلم اما هذا المقتول فمضى على يقينه وصدقه فهنيئا له واما الآخر فقبل رخصة الله فلا تبعة عليه ونظير هذه الآية الا من اكره وقلبه
---
= اغدو إلى عصبة صمت مسامعهم * عن الهدى بين زنديق ومافون لا يذكرون عليا في مشاهدهم * ولابنيه بني البيض الميامين اني لاعلم اني لا احبهم * كما هم بيقين لا يحبوني لو يستطيعون من ذكري ابا حسن * وفضله قطعوني بالسكاكين ولست اترك تفضيلي له ابدا * حتى الممات على رغم الملاعين وقريب من هذا قول المأمون الخليفة العباسي إذا ما المرء سرك ان تراه له * يموت لحينه من قبل موته فجدد عنده ذكرى علي * وصل على النبي واهل بيته (*)
--- [ 227 ]
مخ ۲۲۶