46

نسب قریش

نسب قريش

پوهندوی

ليفي بروفنسال، أستاذ اللغة والحضارة بالسوربون، ومدير معهد الدروس الإسلامية بجامعة باريس - سابقا

خپرندوی

دار المعارف

د ایډیشن شمېره

الثالثة

د خپرونکي ځای

القاهرة

وكانت أهون عليهم. فكان أول من أقيم إلى جانب المرمر الحسن بن الحسن بن علي؛ وكان رجلًا رقيق البشرة، عليه يومئذ قميص كتان رقيق؛ فقال لهشام: " تكلم! سب آل الزبير! " فقال: " إن لهم رحمًا أبلها ببلاها. وأربها بربابها! يا قوم! مالي أدعوكم إلى النجاة وتدعونني إلى النار " فقال هشام لحرسي عنده: " اضرب! " فضربه سوطًا واحدًا من فوق قميصه؛ فخلص إلى جلده، فشرحه، حتى سال دمه تحت قدمه في المرمر. فقام أبو هاشم عبد الله بن محمد بن علي، فقال: " أنا دونه! أكفيك، أيها الأمير، في آل الزبير وشتمهم! " ولم يحضر علي بن الحسين. قالوا: كان مريضًا، أو تمارض؛ ولم يحضر عامر بن عبد الله بن الزبير؛ فهم هشام أن يرسل إليه فقيل: " إنه لا يفعل؛ أتقتله؟ " فأمسك عنه. وحضر من آل الزبير من كفاه. وكان عامر قول: " إن الله لم يرفع شيئًا، فاستطاع أحد خفضه. انظروا إلى ما يصنع بنو أمية بالناس: يخفضون عليًا، ويغرون بشتمه! وما يريد الله بذلك إلا رفعه! " وكان ثابت بن عبد الله بن الزبير غائبًا؛ فقدم وهو ابن خالة الحسن بن الحسن؛ أمه: تماضر بنت منظور، أخت خولة بنت منظور لأبيها وأمها؛ فأنى هشام بن إسماعيل، وقال: " كنت غائبًا، ولم أحضر هذا المجمع. فاجمع لي الناس، آخذ بنصيبي! " فقال له هشام: وما تريد إلى ذلك؟ فلود من حضر أنه لم يحضر! " فقال: " لتفعلن أو لأكتبن إلى أمير المؤمنين، فلأخبرنه أني عرضت عليك نفسي، فلم تفعل! " فجمع له الناس؛ فقام فيهم، فقال: " لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داوود وعيسى ابن مريم، ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون " ثم قال: " أيها الناس! كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه،

1 / 48