ومنها: خصاف: فرس سفيان بن ربيعة الباهلي. وهي التي يضرب بها الناس مثلًا: لأنت أجرأ من فارس خصاف. وعليها قتل قولا المرزبان. وكان كسرى وجه جندا عظيما من المرازبة، وهي الأحرار، فهابتها مضر هيبة شديدة لما رأوا من سلاحهم ونشابهم، وقالوا: لا يموت هؤلاء أبدا. وان سفيان بن ربيعة واقف على فرسه خصاف إذ جاءت نشابة فوقعت عند حافر الفرس، فقال: إن كادت هذه النشابة لتصيبني. ثم نظر إليها تهتز في الأرض ساعة، فنزل فحفر عنها فإذا هي وقعت في رأس يربوع فقتلته، فقال:
ما المرء في شيء ولا اليربوع ... في شيء مع القضاء
فذهبت مثلًا. وحمل على قولا، ويزعم أن سنان رمحه يومئذ قرن ثور من بقر الوحش، فطعنه بين ثدييه حتى أخرج سنانه من بين كتفيه ثم قال: يا لقيس إنهم يموتون فقالت العرب: لأنت أجرأ من فارس خصاف.
ومنها: مياس: فرس شقيق بن جزء الباهلي، وعليها قتل ابن هاعان في يوم أرمام. وفيه يقول أعشى باهلة:
وأعرض مياس يمر بفارس ... ليالي لا ينفك يرأس مقنبا
1 / 50