نقل ته ابداع ته
من النقل إلى الإبداع (المجلد الثاني التحول): (١)
ژانرونه
140
وكل شيء مسجل، وكل ما يعمله الإنسان يجده مكتوبا. هو اليوم الفصل الذي يتم فيه الحكم بين جميع المتخاصمين. وهو ميزان عدل. وهناك برزخ بين الموت والبعث.
141
ويبدو الثواب والعقاب وكأنهما حركتان للطبيعة. يدور المحسنون والمسيئون مع حركات الأفلاك. فاشتهاء النفس والتذاذ الأعين والخلود في الجنة للمحسنين، وتبديل الجلود لذوق العذاب للمسيئين أفعال للطبيعة. فالطبيعة متجهة نحو المعاد وطريق إليه. وتؤدي إلى مشاهد القيامة والحساب، والكواكب الثابتة الحافة بالفلك التاسع هي الملائكة الحافة بالعرش. والجنة عرضها السموات والأرض، وجهنم مملوءة بالجن والناس.
142
وكما يبدأ البشر من المصدر الأول يعودون إليه. بدءوا متساوين وانتهوا مختلفين بين الهداية والضلالة. ينال الفوز بجنات النعيم عباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا ، وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما، رحماء بينهم، ركع سجد، أشبه بأخلاق الملائكة الذين يحملون العرش، والذين نهوا النفس عن الهوى وأصبحوا أحرارا من غواية الشيطان، ولا تدري النفس ما أعد لها من نعيم. ومن يتمتع في الدنيا مع نسيان الآخرة يحرم منها في الآخرة، ومن قتر على نفسه في الدنيا فتحت له أبواب الآخرة، فالدنيا معبر للآخرة. ولا يفرح الإنسان بها كما فرح قارون من قبل إلا إذا كانت طريقا إلى الآخرة. لذلك يعاتب الله المسرفين. وكل خير يقدم في الدنيا يكون خيرا في الآخرة. فينال المؤمنون الدنيا والآخرة.
143
في الجنة ما تشتهي الأنفس. الأبرار في نعيم وفي عليين. تفتح لهم أبواب الجنات، وتسلم عليهم خزنتها، وتعرض عدة صور للنعيم، الاتكاء على الأرائك وطواف الولدان المخلدين بالأكواب والأباريق والسدر المخضوض، والطلح المنضود، والظل الممدود، والماء المسكوب، والمقعد الصدق، وكل ما تشتهيه الأنفس، والعسل المصفى. وكلها صدور لدلالات روحانية. المؤمنون هم أصحاب اليمين الذين يسعون إلى ذكر الله ويذرون البيع ويتزودون بالتقوى والعمل الصالح والتواضع في الدنيا.
144
ويعرف المؤمنون الحق، والنفس المطمئنة هي النفس الراضية التي كانت تسارع في الخيرات، وتدعو الله رغبة ورهبة، في مقعد صدق عند مليك مقتدر، تنظر إلى ربها، وتدخل عليهم الملائكة من كل باب لأنهم كانوا يؤمنون بالآخرة ولا يستكبرون. يحبون الله، ويوفيهم الله الحساب، ويسعى نورهم بين أيديهم، تحيتهم فيها سلام.
ناپیژندل شوی مخ