نقل ته ابداع ته

حسن حنفي d. 1443 AH
118

نقل ته ابداع ته

من النقل إلى الإبداع (المجلد الثاني التحول): (١)

ژانرونه

92

وتتكرر الآيات أكثر من مرة لأنها شحنة نفسية يتم تفسيرها في أكثر من موضع لتطابقها مع المضمون النفسي للقارئ. وتتوالى الاستشهادات الآية تلو الأخرى كما هو الحال في خاتمة رسالة العدد وبعد الإعلان عن المادة، بناء الرياضيات والطبيعيات والإلهيات داخل علم النفس. تتكرر الآية كاللازمة في الموسيقى والشعر لإحداث الايقاع النفسي المطلوب، العود على بدأ، والتنويع على اللحن الأول، البداية والنهاية من أجل الإيقاع.

93

وأحيانا لا يكون ذكر الآية مسبوقا بقال تعالى، بل على لسان الأنبياء، وكأن القرآن حوار بين الأنبياء وجدل مع الخصوم وحجج للإقناع. وتختلف أسماء السور مثل سورة يونس وسورة بني إسرائيل. فما يهم ليس السورة بل كيفية استخدامها.

94

ويذكر الإخوان الآيات في فواتيح الخطاب حتى ولو كانت للحيوان كما يفعل خطيب المسجد وشيخ القرية ابتداء من حجة السلطات وكضربات متلاحقة تجعل الشيخ قابلا الدعوة مهيئا للاستماع، طيعا للأوامر، سهلا للتجنيد. وقد لا تكون الآيات مترابطة فيما بينها في موضوع واحد تعطي استدلالا واحدا بل مجرد ضربات متلاحقة مهمتها تسخين الموقف وتهيئة القارئ للاستسلام.

وأحيانا يذكر القرآن بمفرده دون وصفه وأحيانا يوصف بأنه القرآن المبين، وأحيانا يسمى الفرقان.

95

ربما تكثر الإفاضة في بيان الموروث مثل القرآن والحديث كرد فعل على الاستشراق الذي يخرج القرآن باعتباره مصدرا للعلم من مركز الحضارة الإسلامية؛ لأنه ليس كذلك في وعيه، بل القرآن نفسه تاريخ، كما أنه خاضع للنزعة التاريخية فكل شيء يأتي من التاريخ لتفريغ الحضارة الإسلامية من مضمونها وإبداعها وجعلها مجرد نقل من مصدر خارجي مثل الحضارة الغربية. فقد نشأت العلوم الأوربية الحديثة ضد الوحي وليست منه.

وأحيانا يكون القرآن مجرد استمرار يثري العبارة وليس استشهادا كنوع من القرآن الحر كي تكون العبارة أوقع في النفس، وكأن القرآن هو القادر على التعبير على الواقع المشاهد، استمرارا للنثر العربي. يستعمل القرآن الحر كبديل عن العبارة. فلا توجد عبارة أبلغ وأوقع من الآية القرآنية. القرآن كتاب عربي بلسان عربي مبين. وهنا لا يبدو فرق بين كلام الله وكلام الإنسان وكما فعل السهرودي في «الغربة الغريبة» حتى ولو تحول إلى سحج ركيك على نقيض موسيقى القرآن. وأحيانا يختلط القرآن المباشر بالقرآن المرسل الأحداث الأثر اللغوي النفسي المطلوب. ويكثر هذا الأسلوب في الرسالة الثانية عن الحيوان في الطبيعيات.

ناپیژندل شوی مخ