50

نقد شعر

نقد الشعر

خپرندوی

مطبعة الجوائب

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٣٠٢

د خپرونکي ځای

قسطنطينية

فإكرامهم للجار، ما دام فيهم، من الأخلاق الجميلة الموصوفة، وإتباعهم إياه الكرامة، حيث كان، من المبالغة في الجميل. ومثل ذلك قول الحكم الخضري: وأقبحَ من قردٍ وأبخلَ بالقِرَى ... من الكلبِ وهو غرثانُ أعجفُ فقد كان يجزئ في الذم أن يكون هذا المهجو أبخل من الكلب، ومن المبالغة في هجائه قوله: وهو غرثان أعجف. ومن هذا الجنس لدريد بن الصمة: متَى ما تدعُ قومكَ أدعُ قومِي ... فيأتي من بني جشمٍ فئامُ فوارسُ بهمةٌ حشدٌ إذا ما ... بدا حضرُ الحييةِ والخذامُ والمبالغة الشدية في هذا الشعر هي في قوله: الحيية. ومنه للحكم الخضري أيضًا: فكنْ يا جارهمْ في خيرِ دارٍ ... فلا ظلمٌ عليكَ ولا جفاءُ فقوله: فلا ظلم عليك ولا جفاء: توكيد ومبالغة. ومنه قول رؤاس بن تميم، أحد الغطاريف الأزدي: وإنَّا لنعطِي النصفَّ منَّا وإننَا ... لنأخذهُ من كلِّ أبلخَ ظالمِ فالتوكيد في قوله: وإننا لنأخذه من كل أبلخ ظالم، فهذه مبالغة مضاعفة مكررة. ومنه قول مضرس: بهمْ تمترَي الحربُ العوانُ وفيهمُ ... تؤدَّي القروضُ حلوهَا ومريرهَا فقوله: ومريرها: مبالغة. وكذلك قوله أوس بن غلفاء الهجيمي: وهمْ تركوكَ أسلحَ من حبارَى ... رأتْ صقْرًا، وأشردَ من نعامِ ففي قوله: رأت صقرًا: مبالغة. ومن نعوت المعاني التكافؤ التكافؤ وهو أن يصف الشاعر شيئًا أو يذمه، أو يتكلم فيه بمعنى ما، أي معنى كان، فيأتي بمعنين متكافئين، والذي أريد بقولي: متكافئين، في هذا الموضع: متقاومان، إما من

1 / 51