ناپلیان بوناپارت په مصر کې
نابوليون بونابارت في مصر
ژانرونه
قال المستر كامرون في كتابه: «ولقد أضاع المماليك الفرص الثمينة فإن نابوليون ترك حرا في تسيير جنوده، وهم منهوكو القوى في الصحراء حتى دمنهور، ثم كذلك في الوصول إلى النيل دون أن يضطر إلى مقاومة في الحصول على الماء، ولما انهزم مراد بك في شبراخيت عاد إلى القاهرة وجمع معظم قوته عند إمبابة، ولم يتخذ أقل الوسائل لمناوشة عدوه وحرمانه من النوم والراحة، ولا عمل شيئا يؤدي إلى تجريد السكة التي سار فيها جيش العدو من الزرع، ثم لم يكن ثمت من داع لمحاربة عدوه في الجهة الغربية من النيل، بل ما كان على مراد بك إلا أن يتحول بجيشه إلى الجهة الشرقية تحت أسوار العاصمة، وأن يجبر نابوليون على عبور نهر النيل في نقطة واسعة شديدة التيار بين إمبابة وبولاق، أو الجيزة ومصر، في ظروف غير ملائمة لمصلحة الفرنساويين، كل هذه الفرص أضاعها مراد بك كبرياء وجهلا، وألقى نفسه غنيمة باردة في يد المغير على بلاده.»
وكذلك لم يخل الجبرتي المماليك أصحابه من قاذع اللفظ، ومر القول إذ وصفهم بعد ذلك فقال: «وفي يوم السبت 21 يوليو وصل الفرنسيس إلى أم دينار، فعندها اجتمع العالم العظيم من الجنود والرعايا والفلاحين المجاورة بلادهم لمصر، ولكن الأجناد متنافرة قلوبهم، منحلة عزائمهم، مختلفة آراؤهم، حريصون على حياتهم، وتنعمهم ورفاهيتهم، مختالون في ريشهم، مغترون بجمعهم، محتقرون شأن عدوهم، مرتبكون في رؤيتهم، مغمورون في غفلتهم، وهذا كله من أسباب ما وقع من خذلانهم وهزيمتهم.»
والذي يؤيد عندك صدق عبارة الجبرتي في قوله: «حريصون على تنعمهم ورفاهيتهم.» أن الجنود الفرنساويين وجدوا في خيام المماليك، وفي عامة معسكرهم الذي أقاموه في جهة إمبابة، بعد الفشل والهزيمة، من فاخر الرياش، وأصناف السجاجيد الفارسية، والأواني الغالية الفضية والصينية، ما دل على أن أولئك القوم ما فارقوا نعيمهم، ولا ملذاتهم، إلى اللحظة الأخيرة التي يدافعون فيها عن ذلك النعيم، والخير العميم، بل عن أرواحهم وأعراضهم، وسيأتي ذلك في مكانه بعد وصف الواقعة التي قضت على تلك العصبة فلم تقم لهم بعدها قائمة تذكر.
ولننتقل إلى الجانب الآخر قبل الواقعة ... جاء فيما أملاه نابوليون في سانت هيلانة ما يأتي:
في 19 يوليو وصل الجيش إلى قرية أم دينار تجاه ملتقى فرعي الدلتا، وعلى بعد خمسة فراسخ من القاهرة، فشاهد الجيش لأول مرة الأهرامات وصوبت النظارات لرؤية هذه الآثار القديمة.
واستراح الجيش في اليوم العشرين من شهر يوليه ثم صدرت له الأوامر بالتأهب لخوض المعركة.
وكان العدو قد عسكر على الضفة اليسرى لنهر النيل تجاه القاهرة بين إمبابة والأهرامات يجيش عرمرم من المشاة والفرسان، تحرسه عمارة بحرية، وبين سفنها فرقاطة تحمي معسكره، أما العمارة البحرية الفرنسية فقد بقيت في المؤخرة؛ لأن النيل كان منخفضا، ولا بد من الاستغناء عن الإمدادات التي يجب أن تنقل بواسطته.
اعتز المماليك والأغوات والبحارة بكثرة عددهم وحسن موقفهم، وملأت الحماسة قلوبهم، وشجعتهم نظرات أمهاتهم وأولادهم وزوجاتهم ، فيات الرجاء يملأ أفئدتهم، وكانوا يقولون إن تحت الأهرامات التي بناها أجدادهم سيلقى الفرنسيون حتفهم، وسيحفرون قبورهم، ويحل القضاء بهم.
الفصل السابع
الواقعة
ناپیژندل شوی مخ