207

ناپلیان بوناپارت په مصر کې

نابوليون بونابارت في مصر

ژانرونه

وكان من أثر حقده وغيظه أنه أصدر أوامره في الحال بتسفير خليلة نابوليون «بولين فورس» كيما تتبعه إلى باريس وكيما تعلم بأمرها جوزفين، وفي ذلك من النكاية ما فيه، ولكيما يفهم نابوليون أنه «أي: كليبر» رفض الهدية التي أهداها له!

سفر نابوليون من مصر

كان سفر نابوليون بونابرت من مصر أشبه بالقصص الخيالية وأساطير الأولين منه بالحقائق التاريخية والحوادث الواقعية، فإنه كان يعلم علم اليقين أن السفن الإنكليزية الكثيرة العدد والعدد واقفة له بالمرصاد، وأن أعظم ما تتوق إليه نفس السر سدني سميث، أو أي ربان سفينة من سفن الأسطول الإنجليزي، هو أن يلقي القبض على نابوليون بونابرت رجل فرنسا وعدو إنكلترا اللدود، وكان يعلم فوق ذلك أن القابضين على زمام الأحكام في باريس يغارون منه ولا يريدون وجوده بينهم؛ لأن الشعب الفرنسي متحمس له، معجب به، والعقلاء من القوم لا يريدون الخلاص من استبداد الملوك ليقعوا في يد استبداد حربي، أشد نكاية وأثقل وقعا.

فنابوليون الرجل المملوء بالآمال كان يعلم كل ذلك، فلا الطريق مأمونة، ولا أصحاب السطوة في بلاده يرغبون في وجوده، ومع كل هذا صحت عزيمته على اقتحام الأخطار والمقامرة بكل شيء في الوجود، ولا أعز فيه من الحياة، التي خاطر بها؟ فلما للسماك وإما للسمك!

ونحن لا نريد أن نتبع نابوليون في سفره المحفوف بالأخطار، فتلك صحيفة من تاريخ الرجل وأخرى من تاريخ فرنسا، ونحن إنما نكتب تاريخ مصر، ويكفينا في هذا المقام أن نذكر ما له مساس بسفره من حوادث هذه الديار فنقول:

إن نابوليون اتفق مع الأميرال غانتوم على أن تكون تحت أمرته السفينتان لاكاريير

La Carriére

ولاميرون

La Muiron

وركب في الأولى بونابرت والجنرالان «برتيه ومونج» ومعهما «برتللو» العالم الرياضين و«بوريين» سكرتير نابوليون، وركب في الثانية الآخرون، وقد روى «بوريين» لنا في مذكراته أن عدد الذين ركبوا السفينتين كان يبلغ من أربعمائة إلى خمسمائة بين قواد وضباط وعلماء وأتباع، وكان ممن سافر مع نابوليون رستم المملوك المشهور الذي أهداه إليه السيد خليل البكري وسبقت لنا الإشارة إلى تاريخه معه، ومما رواه سافاري «كونت ده رفيجو» في مذكراته، أن نابوليون ومن معه غادروا ضواحي الإسكندرية ليلا بحيث لم يعلم بهم أحد، ولما نزلوا البحر من نقطة على الشاطئ «لا بد وأن تكون برج العرب قرب المكس»، تركوا الخيول التي كانوا يركبونها فعادت أدراجها جافلة إلى الإسكندرية فذعرت الحامية وارتفعت أصوات الأبواق، وهب الحراس ظنا منهم أن هناك حملة فاجأتهم على غرة، حتى إذا أبصروا الخيل بلا فوارس لها، ظنوا أن كمينا من الأعراب فتك بشرذمة من الجنود الفرنساويين، فأصدر قائد الحامية أمرا بإعداد حملة للاستكشاف، وعرف جواد نابوليون وأخبر بعض الخدم العائدين بما جرى.

ناپیژندل شوی مخ