195

ناپلیان بوناپارت په مصر کې

نابوليون بونابارت في مصر

ژانرونه

لقد وقع ما كنت أخشاه! لقد خسر أولئك البلهاء إيطاليا، وذهبت انتصاراتنا هباء منثورا، فلا بد لي من مبارحة مصر حالا.

ثم أمر بأن يستدعى إليه الجنرال الكسندر برتييه، فلما حضر أمره بالجلوس وقال له: «إن الأمور في فرنسا سائرة من رديء إلى أردأ، ولا بد لي من السفر، وأحب أن تكون معي.» ثم اجتمع نابوليون بالأميرال «غانتوم» واستدعوا إليهم «بوريين» ناقل هذه الرواية، واتفق الأربعة فيما بينهما على كتم السر، وأمر غانتوم بإعداد البارجتين لامويرون ولاكاريير

La carrier, La Muiron

وإعداد سفينتين آخريين صغيرتين وهما لارافانش ولافورتون «الانتقام والحظ»، وأن تكون بحارة هاته السفن لا يزيدون عن 400 إلى 500، وأن يعد ما يلزم من المئونة والمياه ما يكفي لمدة شهرين، واختلى نابوليون بغانتوم وتباحث معه في طريق الفرار والتحيل للخلاص من الوقوع في أيدي السفن الإنكليزية.

وأصدر نابوليون أمره بالسفر إلى القاهرة، وذلك أولا لكي يوهم السر سدني سميث الذي كان واقفا بالمرصاد في بارجته «النمر»، بأنه مصمم على البقاء في مصر، وثانيا ليدعو معه من يشاء من خاصة رجاله، وليأخذ إلى فرنسا كل هاتيك الجواهر الثمينة، والمقتنيات الفاخرة، والطرف النادرة، التي جمعها من دور المماليك ومن نسائهم ... ولا نقول هذا القول الذي سبقت لنا الإشارة إليه جزافا، فقد ذكر المعلم نقولا الترك العبارة الآتية بحروفها «ودبر بونابرته أمر السفر، وهيأ ثلاث مراكب وأرسل لهم ليلا عدة صناديق مملوءة بالجواهر الثمينة، والأسلحة العظيمة، والأمتعة والقماش، والأمور التي كان اكتسبها.» (6) آخر عهد القاهرة بنابوليون بونابرت

ففي الخامس من شهر أغسطس سنة 1799، الموافق يوم الاثنين 3 ربيع الأول سنة 1214 برح نابوليون الإسكندرية قاصدا القاهرة، فبات يوم 6 في الرحمانية، وفي مساء يوم السبت 10 أغسطس وصل إلى القاهرة، قال الشيخ الجبرتي في حوادث ذلك اليوم: «وفي ليلة الأحد تاسعه حضر ساري عسكر الفرنساوية بونابرته ودخل إلى داره بالأزبكية، وحضر صحبته عدة أناس من أسرى المسلمين وشاع الخبر بحضوره، فذهب كثير من الناس إلى الأزبكية ليتحققوا الخبر على جليته، فشاهدوا الأسرى وهم وقوف في وسط البركة ليراهم الناس، ثم إنهم صرفوهم بعد حصة من النهار فأرسلوا بعضهم إلى جامع الظاهر خارج الحسينية واصعدوا باقيهم إلى القلعة، وأما مصطفى باشا ساري عسكر فإنهم لم يقدموا به لمصر بل أرسلوه إلى الجيزة مكرما.» ا.ه.

وفي نفس ذلك اليوم الذي كان يتفرج سكان القاهرة على أسرى الأتراك الذين اختار الجبرتي أن يسميهم «أسرى المسلمين» - مما يدل على أن المسلمين لا يميزون في الدين جنسية - كان المشايخ العلماء والأعيان في القاهرة وسراتها يسمعون من فم نابوليون، على لسان تراجمته، مر الكلام وقاذع اللفظ توبيخا لهم على ما أظهره المصريون من السرور والاستبشار بقدوم العثمانيين، وقد نقل لنا الجبرتي كلمات قليلة من العبارات التي فاه بها نابوليون في ذلك الموقف، إلا أن المعلم نقولا الترك جاءنا بخلاصة خطبة نمقها قلمه بعبارات مسجعة، كأنما كتبها لنابوليون ليلقيها بذلك النص!! والمؤرخون الجبرتي ونقولا الترك، إنما جمعا شتات كلمات سمعها كل واحد منهم على حدة من أفراد من الذين حضروا ذلك المحفل، ولا يبعد أن يكون كل واحد منهما حاضرا؛ لأن الشيخ عبد الرحمن الجبرتي وإن لم يكن إذ ذاك عضوا من أعضاء الديوان، إلا أنه كان من كبار العلماء، وشيخ رواق الجبرتية، فله حق الذهاب مع العلماء والأعيان للسلام على نابوليون، كما أن المعلم نقولا الترك قد كان بالطبع من الأدباء المعروفين، وقد مدح نابوليون بقصيدة، وله صلات بالمستشرقين والسوريين المترجمين من أبناء جنسه، فمن الممكن أن تكون روايته لأقوال نابوليون أصدق وأوفى من عبارة الجبرتي، خصوصا وأن في عبارات نابوليون شيئا من التعريض بمنزلة النبي

صلى الله عليه وسلم ، فلا يرضى الجبرتي أن يثبتها في كتابه.

لهذا نرى من الضروري أن نثبت العبارتين، ولا سيما أن المسيو «كرستيان شرفيس» صاحب كتاب «بونابرت والإسلام» اهتم بعبارة المعلم نقولا ونقل صورة فوتوغرافية للصحيفة الواردة فيها، من النسخة المطبوعة في باريس.

وإلى القارئ عبارة الشيخ عبد الرحمن الجبرتي: قال: «ولما استقر ساري عسكر بونابرته في منزله ذهب للسلام عليه المشايخ والأعيان وسلموا عليه، فلما استقر بهم المجلس قال لهم على لسان الترجمان: إن ساري عسكر يقول لكم: إنه لما سافر إلى الشام كانت حالتهم طيبة في غيابه، وأما في هذه المدة فليس كذلك ؛ لأنكم كنتم تظنون أن الفرنسيس لا يرجعون، بل يموتون عن آخرهم فكنتم فرحانين مستبشرين، وكنتم تعارضون الأغا في أحكامه، وأن المهدي والصاوي ما هم «بونو»؛ أي: ليسوا بصليبيين ونحو ذلك، وسبب كلامه الحكاية المتقدمة التي حبسوا بسببها مشايخ الحارات فإن الأغا الخبيث

ناپیژندل شوی مخ