193

ناپلیان بوناپارت په مصر کې

نابوليون بونابارت في مصر

ژانرونه

ومن أركان حربه الضابط (Guilbert)

وجرح الجنرالان لان ومورات وفوجيبر والضابط مرانجيه.

ومما يدل على سرور الفرنساويين بنتيجة تلك الواقعة، ذلك المنشور الذي أصدره الجنرال نابوليون إلى جيشه في اليوم التالي وفيه يقول:

إن اسم أبي قير كان شؤما لدى عموم الفرنساويين، ولكن يوم 7 ترميدور «25 يوليو» جعل ذلك الاسم مقرونا بالفخار، وأن الانتصار الذي حازه الجيش في هذا اليوم سيساعد على عودته إلى أوروبا في وقت قريب، لقد فتحنا «ماينيس» وامتلكنا حدود «الرين» بإغارتنا على جزء من ألمانيا ونعيد اليوم فتح أملاكنا في الهند وأملاك حلفائنا، وهكذا تمكنا بواسطة معركة واحدة من أن نضع في يد حكومة بلادنا الوسائل اللازمة لإجبار حكومة إنجلترا، على الرغم من انتصاراتها البحرية، على عقد صلح تفتخر به الجمهورية، ولقد تكبدنا كثيرا من المشاق وقاتلنا أعداء من جميع الأجناس والعناصر، وسنضطر أن نقهر غيرهم ولكن النتيجة ستكون جديرة بفخارنا، وجديرة بتقدير الوطن لأعمالنا حق قدرها.

وبدأ نابوليون في تنشيط رجاله بمكافأتهم على أعمالهم ومجهوداتهم فأصدر أمره لقومندان الطوبجية بأن يسلم إلى فرقته الجنرال مورات الخيالة المدفعين اللذين كانت الحكومة الإنجليزية أهدتهما للباب العالي وغنمهما الفرنساويون في هذه المعركة، وأمر أن يحفر على ذينك المدفعين اسم الأورط الخيالة التي اشتركت في الواقعة، وأن يحفر عليهما كذلك اسم الجنرال مورات والأدجونات جنرال «رواز» وأن يكتب على حافة كل مدفع «واقعة أبي قير»، ثم أصدر أمره بأن تسمي ثلاث قلاع من قلاع الإسكندرية بأسماء كريتين ودوفيفيه ولاتورك؛ تذكارا لأولئك القواد والضباط الذين قتلوا في المعركة، وقد ورد ذكر أسماء هذه القلاع في حصار الإنجليز للإسكندرية في الحرب الأخيرة مدة الجنرال منو، وأصدر كذلك نابوليون أمره بترقية الجنرال فولتريه والجنرال برتران، ومنح الأطباء الذين عالجوا الجرحى ثلاثة آلاف جنيه.

ومما هو جدير بالذكر، فيما له مساس بتأثير الظروف والحظوظ أو المقادير على بني الإنسان، أن واقعة أبي قير هذه أثرت في تاريخ الجنس البشري، وفي حياة الأشخاص الذين اشتهر اسمهم فيها، ولا سيما نابوليون بونابرت وصهره «فيما بعد ذلك» الجنرال مورات، فواقعة أبي قير مهدت لنابوليون العودة إلى فرنسا متوجا بنار الفوز والانتصار والشهرة الحربية، فمكنه ذلك من القبض على صولجان الحكم في فرنسا، وواقعة أبي قير الذي أظهر فيها مورات من المهارة العسكرية في حركات الخيالة، ومن الجرأة والإقدام ما جعل نابوليون ينسى، أو يتغاضى عما نسب إلى مورات من العلاقات الغرامية مع زوجته جوزيفين أثناء معارك إيطاليا، فقد كان مورات فتى رشيق القوام، حلو الشمائل، محبوبا لدى السيدات، وكانت له منزلة خاصة لدى «مادام تاليان» ولدى «جوزيفين» وطن في أذن نابوليون نبأ هذه العلاقات النسائية مع مورات فغضب عليه وأساء معاملته في إيطاليا، وما قبله في حملة مصر إلا مضطرا بتأثير مادام تاليان، أو رغبة من نابوليون في إبعاده عن فرنسا خلال غيبته في حملة مصر، ومع أن مورات أبلى بلاء حسنا في واقعة إمبابة، فإن قلب نابوليون لم يصف له إلا بعد ذلك الفوز الحاسم في أبي قير - ذلك الفوز الذي اشتراه مورات بتعريض حياته للخطر والهلاك.

وكان ذلك سببا في توطيد علائق المحبة بين الرجلين! وكانت أبو قير سببا في زواج مورات «بكارولين» أخت بونابرت، ثم إلى ما وصل إليه حتى صار ملكا لنابولي في إيطاليا ... وهكذا الأقدار!! •••

ولما وصلت أنباء تلك الواقعة إلى أوروبا اهتزت لها جوانب فرنسا طربا وسرورا سيما وقد كانت فرنسا في ذلك الوقت مخذولة في حروبها مع النمسا وغيرها من الدول المعادية.

وأما الباب العالي فإنه أظهر السخط على السر سدني سميث الذي كان سببا في المجازفة بتلك الحملة، وتعريض جيش كبير من عساكر الدولة العثمانية للانكسار، دون اتخاذ الوسائل الكافية للنصر، وانتهز أحمد باشا الجزار حاكم عكا فرصة انخذال السر سدني سميث فأكثر من التشنيع عليه ليبرر لدى رجال الدولة تأخره عن المخاطرة برجاله في تلك الحملة المشئومة.

وكان أميرال الأسطول العثماني يدعى باترونابك، فلما فشلت الحملة اتهمه الإنكشارية في رودس بأنه مالأ أعداء الإسلام وقصر في واجباته فحكموا عليه بالإعدام وقتلوه أشنع قتلة، ومن آراء نابوليون في هذه المعركة قوله في مذكراته التي أوحى بها للجنرال برتران في سانت هيلانة:

ناپیژندل شوی مخ