ناپلیان بوناپارت په مصر کې
نابوليون بونابارت في مصر
ژانرونه
وفي اليوم التالي «15 يوليه» عند الساعة الثانية ظهرا أبصر نابوليون فارسيا ينهب الأرض نهبا فتلقاه، ووجد معه رسالة من الجنرال مارمون (Marmont)
قومندان حامية الإسكندرية، وفي هذه الرسالة ينبئه بأن ثلاث عشرة سفينة كبيرة وتسع فرقاطات وثلاثين غرابا (Chaloupes)
مسلحة، وتسعين نقالة محملة بالجنود العثمانية وقد ألقت مراسيها في مساء 12 يوليو في مياه خليج أبي قير، وأنها استطاعت أن تنزل جنودها إلى الساحل في يوم 14، وأنها استولت على الطابية المقامة في تلك النقطة. (3) قبل معركة أبي قير
فلما تلقى نابوليون هذا الخبر أدرك في الحال عظيم أهميته؛ إذ لم يخف على مثله، ولا سيما وقد قتل المسائل فكرا وتمحيصا بعد عودته من سوريا وعرف حرج مركزه في هذه الديار، أن المعركة الفاصلة بينه وبين الإنكليز في مصر قد حان وقتها، فإذا استطاعت القوة العثمانية التوغل في أرض مصر، واستطاع الإنكليز والترك الاستيلاء على الثغور المصرية، فقد قضي على نابوليون وجيشه، وقضي على هاتيك المطامع الكبرى القضاء المبرم.
ولقد أدرك نابلوين بثاقب فكره وخبرته العسكرية، أن الجيش العثماني الذي جيء به إلى أبي قير هو بقية الجيش الذي كان في رودس، والذي أخذ منه جزء لإمداد عكا، وأن هذه البقية لا تزيد عن خمسة عشر ألف مقاتل، مع فئة من الضباط الإنكليز، وإن هذا الجيش إنما جاء معتمدا على أمرين:
أولهما:
تعضيد المماليك الذين يقومون مقام الخيالة لهذا الجيش الذي لم تكن معه الخيول الكافية.
وثانيهما:
قيام الأهالي والعربان في وجه الفرنساويين في جميع جهات القطر المصري، فإذا استطاع نابوليون أن يحول بين اتصال الجيش العثماني بالمماليك، ويمنع حدوث الاضطرابات في داخلية البلاد، فقد استطاع أن يخلص من ذلك المأزق الحرج.
ولقد أجمع كتاب المذكرات الخصوصية، ورواة الأخبار العمومية، ومؤرخو هذه الفترة من المتقدمين والمتأخرين، أن نابوليون لم يبد في حياته نشاطا وذكاء وقادا، وبعدا في النظر، مثلما أظهره في ذلك الحين، فإنه ما كاد يتلقى نبأ نزول الجنود العثمانية في ساحل أبي قير حتى أخذ يصدر الأوامر تباعا بسرعة البرق، وبحيث لم تكد تمضي أربعة وعشرين ساعة، حتى كان جميع الجيش الفرنساوي المتشتت في وادي النيل، شرقا وغربا، وجنوبا وشمالا، يسير إلى نقطة معينة وهي الرحمانية، فالجنرال «ديزيه» في الصعيد صدرت له الأوامر بالتخلي عن جميع الوجه القبلي ليقدم بجيشه إلى القاهرة، والجنرال «رينيه» المعسكر في لبيس أمر بترك ثلاثمائة جندي في الصالحية لمراقبة الحدود الشرقية، وأن يسير هو بجميع الجنود الفرنساوية، من أقرب طريق إلى نقطة الرحمانية، وكذلك تلقى الجنرال كليبر الأوامر بالتحرك من دمياط إلى جهة أبي قير، وكذلك تلقى الجنرال كليبر الأوامر بالتحرك من دمياط إلى الإسكندرية، وكذلك تلقى الجنرال منو الأوامر بالسير من رشيد.
ناپیژندل شوی مخ