172

ناپلیان بوناپارت په مصر کې

نابوليون بونابارت في مصر

ژانرونه

بسم الله الرحمن الرحيم

من أعضاء الديوان الخصوصي بالقاهرة المعزية، إلى نصير الضعفاء والمساكين، وحامي العلوم والمتعلمين، وصديق الدين الإسلامي ومن به يدين، وذخر اليتامى والمساكين، ومنظم شئون الممالك والجيوش، الأجل الأمجد، ساري عسكر الجيش الفرنسي القائد العام بونابرت، حياه الله بصنوف السعادة، بشفاعة أشرف الخلق سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام.

بعد الدعاء بدوام بقائكم، وتمني عودتكم الميمونة والوجود بيننا، وإذا أردتم الوقوف على أحوال القاهرة والجهات البحرية والقبلية، والأقاليم الشرقية والغربية فهي على أحسن حال من الهناء والرفاهية، بعيدة عن الاضطراب، وصنوف العذاب، والمساجد والأسواق على نظام يدعو إلى الإعجاب، والأعيان والتجار والأهالي يحفظون الجميل ويعترفون بالمنة لذلك الذي أغدق عليهم هذه الخيرات، ولا يكفون عن التضرع للعزة الإلهية بدوام عزه ومجده.

ولما كانوا قد غمرتهم النعم الإلهية، وتمتعوا بالراحة والرفاهية، فقد أصبحوا يعجبون بحكمة القائد الذي باسمه يحكم القطر المصري، ويرون في اختياركم هذا القائد دليلا على عطفكم السامي.

أما حاكم الخط فقوي العزم، يعمل بقواعد العدل والحزم، والمدير العام للمالية على جانب عظيم من النبل والرأفة والحلم، ونقيب السادة الأشراف الشيخ البكري لا يزال دائما على عهد الولاء مقيم، ورئيس الديوان الشيخ الشرقاوي يصرف الأمور تصريف حكيم، والشيخ المهدي يحفظ لكم المنة والشكر، والناظر قوسقيار كيخيا، هو دائما زينة الدنيا، وأخيرا فإن سكان مصر كلهم لا يرغبون غير عودتكم التي ستكون إن شاء الله عودة قريبة ميمونة، ويسألون الله عز وجل أن يحفظ جيوشكم من كيد الظالمين، ويفتح لكم أبواب النجاة والسلامة.

وفي غداة سفركم جمع الجنرال دوجا الأعضاء الستين، الذين يؤلفون الديوان العام وأوصاهم أن يراقبوا الحوادث بعين الانتباه والحذر، وزاد على ذلك قوله إن الذين يسلكون سبيل العدل والحكمة يستحقون عفوك ورحمتك، ولكن الذين يريدون بذر بذور الشر والاضطراب، عليهم تقع المصائب والويلات التي تأتي مما عملت أيديهم ، فأظهر الناس إعجابا بهذه النصائح الحكيمة، وفي اليوم نفسه عاد واستدعى مشايخ الحارات والأسواق ووجهاء المدينة والأعيان، وأنذرهم بأنه إذا أقدم أحد على تعكير السلام والأمن في الأحياء والأسواق، فإنه ينزل العقاب على الرؤساء الذين لا يمنعون ذلك وأوصاهم بمعاقبة الوشاة الذين يروجون الأخبار الكاذبة التي هي منبع الشر.

وكان لهذه النصيحة وقع عظيم على سكان القاهرة ووزعت فرماناتكم الشريفة في الأقاليم، وبفضل ما سبق أن اتخذتموه من التدابير الحكيمة انطبعت في العقول مقاصدكم الكريمة ومحت إلى الأبد كل أثر من أثار العصيان والاضطراب.

وتنازلوا بإفادتنا عن ما يجري من الحوادث، وطمنونا عن صحتكم وليحفظكم الله بحق شفاعة النبي عليه الصلاة والسلام.

السيد خليل البكري (نقيب الأشراف)

عبد الله الشرقاوي (رئيس الديوان)

ناپیژندل شوی مخ