ناپلیان بوناپارت په مصر کې

احمد حفيظ عوض d. 1369 AH
126

ناپلیان بوناپارت په مصر کې

نابوليون بونابارت في مصر

ژانرونه

بونابرت

وظاهر من عبارة هذا الخطاب، ومن التعليمات التي وضعها نابوليون للستوين «بوفوازين»، أن نابوليون قد اتصل به أن أحمد باشا الجزار والي عكا، أو أميرها فعلا، قد شرع في الاستعداد للغارة على مصر بناء على تعليمات وردت له من الآستانة، أو بناء على اتفاق بينه وبين الإنكليز؛ لأن أحمد باشا الجزار قد كان رجلا مدربا عرك الدهر وحلب أشطره، فهو لا يخفى عليه أن نابوليون قد قضى على سلطة المماليك في مصر، وهو ليس بأكثر منهم عددا وعدة، فلولا أن يكون معضدا بقوة تعادل قوة الفرنساويين، لما تأخر عن الاتفاق مع نابوليون، ولم يك أحمد باشا الجزار بالرجل الذي تهمه الفكرة الإسلامية، ولا الارتباط بالخلافة العثمانية؛ إذ من المؤكد أن الجزار لم يكن تابعا للدولة العلية إلا بالاسم، ولطالما حاول رجال الدولة القضاء على سلطته فلم يفلحوا، واستبد بالملك في عكا وصيدا ويافا، وامتد رواق سلطانه على الدروز في جبل لبنان، وبلغ من الاستبداد مبلغا عظيما حتى هابه الناس، ونفرت منه القلوب، فلما وصل إليه رسول نابوليون أبى مقابلته، ومع بعد الشيخ الجبرتي عن معرفة هذه الأمور لتكتم الفرنساويين إياها، فإنه علم بها فقال: «وفي حوادث أواخر شهر ربيع الأول حضر القاصد الذي كان أرسله كبير الفرنساوية بمكاتبات وهدية إلى أحمد بك الجزار بعكا، وصحبته أنفار من النصارى الشوام في صفة تجار، فلما وصلوا إلى عكا وعلم بهم أحمد باشا أمر بذلك الفرنساوي فنقلوه إلى بعض النقاير،

14

ولم يواجهة، ولم يأخذ منه شيئا، وأمره بالرجوع من حيث أتى وعوق عنده نصارى الشوام الذين كانوا بصحبته» ... وفي رواية المعلم نقولا أن مندوب نابوليون، ويسميه «باظان» «بوفوازين»، قد ركب سفينة من سفن أحمد باشا الجزار، كان الفرنساويون قد قبضوا عليها وأسروها في دمياط، فلما وصلت السفينة إلى عكا نزل قبطانها وهو الذي أرسل الخطاب إلى الجزار، فلما قرأه - على رواية المعلم نقولا - «قال للقبطان وجه هذا الكافر، ودعه يسافر، وإن لم يرجع في الحال، من هذه الديار، أحرقته بالنار»!!

وذكر «لاكروا» أن نابوليون بعث برسول ثان إلى عكا فكان حظه أشأم من الأول؛ إذ أمر الجزار بقتله والتمثيل به، ولكن «لاكروا» على سعة اطلاعه، ووجود المحفوظات الرسمية تحت أمره لتأليف كتابه، لم يذكر نص الخطاب الثاني الذي بعث به نابوليون إلى أحمد باشا الجزار، فقد كان بونابرت في خطابه الثاني أقل صلفا وأخف دعوى، وقد عثرت على نص هذا الخطاب الثاني في مذكرات «ميو» وهذا تعريبه:

15

لا أريد أن أدخل معك في حرب، نعم أنك لست عدوا، لي ولكن حان الوقت لتعلم أنك إذا بقيت جاعلا حدود مصر ملجأ لإبراهيم بك، فإنني أعد ذلك علامة للعداء وأذهب إلى عكا.

وإذا كنت تريد أن تبقى في سلام معي فابعد إبراهيم بك على مسافة أربعين فرسخا من حدود مصر، ودع التجارة حرة بين دمياط وسوريا.

وحينئذ أعدك باحترام البلاد التي تحت إمارتك وأترك للتجارة الحرية التامة بين مصر وسوريا في البر وفي البحر.

بونابرت •••

ناپیژندل شوی مخ