الوزير :
خفض عليك يا ملك الزمان، أما عندك خدم وأعوان؟ فمر بقتله أحد الجند، فهو يكفيك القصد، وإن شئت أنا أقتله بين يديك، ولا أبخل بعدها بروحي عليك؛ لأني بعد فراق حبيب، وقتل ولدي النجيب، إذا وثقت بالدنيا، وركنت إلى ما فيها من الأشيا ، أكون كمن جعل له من السحاب حصنا، ومن الزوابع ركنا، ومن تأمل فيها بعين التبصر، وتفكر في تقلباتها بالعقل والتدبر، عد إقبالها إدبارا، ونسيمها إعصارا، وعطاءها أخذا، وعهدها نبذا، ووهبها نهبا، وإيجابها سلبا، وكثرتها قلة، وعزها ذلة، وضحكها نياحة، وطلاقها راحة، لا يدوم بها حزن ولا سرور، ولا فرح ولا حبور، ولا عزيز ولا مهان، ولا وزير ولا سلطان، بل كل ما سوى الله فان، ولا يبقى إلا الواحد الديان.
تأمل بما فوق التراب فإنه
تراب ولا يبقى سوى الواحد الأحد
هو المبدئ المغني وما له
شريك فجل الواحد الماجد الصمد
الملك :
حكمة وصواب، في لسان خلاب، قد عفوت عنك يا إسكندر بهذه العبارة، وخلعتك من الوزارة، لكن ولدك لا بد من قتله؛ جزاء له على سوء فعله، اقتله يا منتقم بعد ذهابي، وأتني بدمه لأذهب ما بي، اتبعني يا غادر.
غادر :
أمرك أيها الفاخر. (يخرج الملك وغادر.)
ناپیژندل شوی مخ