36

نجم وهاج

النجم الوهاج في شرح المنهاج

پوهندوی

لجنة علمية

خپرندوی

دار المنهاج (جدة)

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤٢٥هـ - ٢٠٠٤م

ژانرونه

فَرَأَيْتُ اخْتِصَارَهُ فِي نَحْوِ نِصْفِ حَجْمِهِ؛ لِيَسْهُلَ حِفْظُهُ ــ قال: (فرأيت اختصاره في نحو نصف حجمه؛ ليسهل حفظه)؛ لأن ما كبر حجمه أحجم الطلاب عن تحصيله، وما اختصر رغبوا في إجماله وتفصيله. و(رأيت): من الرأي، وهو: الاعتقاد، يتعدى إلى مفعولين. و(الاختصار): حذف الفضول من كل شيء. ومنه قوله ﷺ: (أوتيت جوامع الكلم، واختصر لي الكلام اختصارًا). و(جوامع الكلم)، قيل: القرآن؛ لأن الله تعالى جمع في ألفاظه اليسيرة معاني كثيرة، وكان ﷺ يتكلم بجوامع الكلم. و(نحو الشيء): قربه، فإن قيل: في عبارة المصنف نظر؛ فإنه إلا ثلاثة أرباعه أقرب .. فالجواب: أنه أراد ذلك أولًا، فلم يتفق له مع ما يقصده من التسهيل والإيضاح، أو يريد: نحو نصف حجمه مما يختص بـ (المحرر) دون (الزوائد). وقد قال شيخ الإسلام القشيري - في شرح قوله ﷺ: (من توضأ نحو وضوئي هذا) -: إن لفظة (نحو) لا تقتضي المساواة من كل وجه بخلاف لفظة مثل. وقال في حديث: (إذا سمعتم المؤذن .. فقولوا مثل ما يقول): إن لفظة (مثل) لا تقتضي المساواة من كل وجه؛ فإنه لا يريد بذلك مماثلته في رفع الصوت وغيره. و(النصف) مثلث النون، وفيه لغة رابعة: نصيف، بزيادة ياء وفتح أوله. ومنه قوله ﷺ: (لو أنفق أحدكم ملء الأرض .. ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه).

1 / 204