============================================================
{يا أيها الانان ما غرك بريك الكريم ( الذي خلقك فسواك فعدلك ( في أي صورة ما شاء ركبك كلأ بل تكذيون بالدين وإن عليكم لحافظين ن كراما كاتبين (0 يعلمون ما تفعلون () إن الأبرار لفي نعيم (2 وإن الفجار تفي جحيم يصلونها يوم الدين (00) وما فم عنها بغائيين 2(1).
فاستمع إلى هذا القول، وإلى هذه الحكمة البالغة، والحجة القاطعة لعذر كل مجبر افترى على ربه والزمه ذنبه، كيف قال: ما غرك بربك الكرمم (1)14.. فلو كان الغرور من قبل ربه، عز وتعالى، لم يجز فى الحكمة ولا فى العدل أن يقول : ماغرك بربك (1)، وهو الذى غره وضره، وقدر عليه شره، ثم قال: (كلأ بل تكذبون بالدين ) (1) فلو كان تكذيبهم من قبله، عز وجل، لم يعب عليهم فعله، ولم يعنفهم على تقديره، فخرج من الحكمة، ويصير إلى صفة الجائرين: ثم قال: {إن الأبرار لفي نعحم( وإن الفجار لفي ججيم } (2) فلوكان هو، عز وجل، الذى قدر عمل الفريقين، وفعل فعل الطائفتين، ونزل الجميع المنزلتين، ابتداء منه، غير استحقاق لثواب، ولا أخذا بجرم اكتبوه يوجب العقاب، لم يكن لارساله لرسله، ولا لإنزاله لكتبه، إلى أهل الدارين معنى.
ولم يكن فى ذلك حكمة بعد تنزيله لهم فى منزلتهم، وتقديره ذنوبهم عليهم، وجمله بعضهم مؤمنا وبعضهم كافرا، ثم كلفهم الخروج ما قدر والدخول فيما لم يرذ، بعد إبرام المشييتين، وسابق القضيتين حاش للعلى العظيم والعدل البر 3 وا الحكيم الرؤف عباده الرحيم) والجواد بطول الكريم، والقدوس فى وحدانيته القدييم مما قال المفترون، ونسب إليه المبطلون - لوكان ذلك لسفطت الحكمة ن يسى بالحكمة، ونفى عن نفسه الظلم وأمر بالعدل، وحض على الرحمة والجود والكرم، ودعا إلى الحن، وحذر من القبيح، وعاب الفساد، وعاقب على الجور.
فهل يدخل فيما عاب، أو يفعل ماكره، أو يقضى ما عنه نهى، ويحول دون ما إليه (1) سورة الانفطار : الآبات من 6 - 11.
(1) سورة الانفطار : الأبتان 14 - 14
مخ ۲۰