104

وليس شيء منها ببرهاني والأشياء التي يمتنع فيها وجود الغير المتناهي بالفعل فليس يمتنع فيها من جميع الوجوه فإنا نقول أن العدد لا يتناهى والحركات لا تتناهى بل لها ضرب من الوجود وهو الوجود بالقوة لا القوة التي تخرج بالفعل بل القوة بمعنى أن الإعداد تأتى أن تتزايد فلا تقف عند نهاية أخيرة ليس وراءها مزاد ولنزد هذا بيانا فنقول أنه يقال أن غير المتناهي إما بالقوة أو بالفعل وإما في الوجود وإما في التناهي والذي بحسب الوجود إما أن تعتبر كليته أو يعتبر كل واحد من أجزائه ثم كليته بالقوة ولا بالفعل موجودة وأما كل واحد من أجزائه فإما أن يعتبر أن كل واحد منها يوصف بأنه بالقوة وقتا معينا أو كل وقت أو أن الكلية توصف بأن لها دائما بعضا موجودا بالقوة " أو كل واحد يوصف بأنه بالقوة وقتاما " أما أن كل واحد من المعدومين فيه بحسب وقت معين وجوده بالقوة وليس كل واحد منه موصوف بأنه موجود بالقوة وقتا ما وليس يصح ذلك بالفعل فهو قول صحيح وإما أن كل واحد يوصف بأنه بالقوة كل وقت فهو ظاهر البطلان وإما أن الكلية له قد يكون منها دائما شيئ بالقوة - فهذا يصح من جهة ويبطل من جهة أما جهة بطلانه فلأنه لا كلية له وأما جهة صحته فلأن الطبيعة المعقولة التي تفرض لها آحاد تحمل عليها يصح أن يقال أن مما يحمل عليه تلك الطبيعة دائما شيئا موجودا بالقوة ولا يجوز أن يخرج إلى الفعل ما لا يبقى بعده منه شيء وأما القسم الآخر أعني أن كل واحد من أجزائه بالقوة وقتاما فهو واضح الصحة فهذا من جهة الوجود وأما من جهة التناهي فإنه قد يصح أن يقال للأشياء التي في طريق التكون أنها تناهت بالفعل لا بحسب النهاية التي لا نهاية بعدها ولكن بحسب نهاية ما حاصلة بعدها شيء فإنها ليست بحسب النهاية الأخيرة متناهية بالفعل ولا بالقوة ويصح أن يقال إنها غير متناهية بالفعل دائما لا أنها قد حصل لها كل واحد من أجزاء لا نهاية لها ولكن من جهة أنها دائما يسلب عنها التناهي إلى النهاية الأخيرة ولكن بحسب النهايات الأخرى التي في القوة بعد النهاية الحاصلة فإنها دائما توصف أنها بالقوة تتناهى إلى نهاية ما فيكون متناهيا بالقوة دائما بالقياس إلى ما لم يوجد من النهايات وبالفعل دائما بالقياس إلى ما وجد ولا بالقوة ولا بالفعل بالقياس إلى نهاية تفرض أخيرة وما لا نهاية له لا يوجد لا بالقوة ولا بالفعل أي لا تكون أشياء عددها أو مقدارها بحيث أي شيء أخذت بقي غيره موجودا بكليته وما لا نهاية له موجود بالفعل دائما أي من جهة أنه لم يتناه إلى نهاية ما وليس له نهاية أخيرة فإنه دائما يوصف الموجود منه بأنه ليس متناهيا بعد إلى نهاية أخرى أو إلى النهاية التي لا نهاية بعدها

مخ ۱۰۴