نحو ثقافة إسلامية أصيلة

Omar Suleiman al-Ashqar d. 1433 AH
152

نحو ثقافة إسلامية أصيلة

نحو ثقافة إسلامية أصيلة

خپرندوی

دار النفائس للنشر والتوزيع

د ایډیشن شمېره

الرابعة

د چاپ کال

١٤١٤ هـ - ١٩٩٤ م

د خپرونکي ځای

عمان - الأردن

ژانرونه

والخلق دافع إلى الفضائل، ناه عن الرذائل، فالذي يستحيي من الله، يسارع إلى طاعته، ويبتعد عن معصيته، ويعبده حق عبادته، وفي سنن الترمذي: "استحوا من الله حق الحياء"، وفي الحديث أيضًا: "الحياء لا يأتي إلا بخير" متفق عليه، والحياء من الإيمان، ففي الحديث: "الإيمان بضع وسبعون، أو قال: بضع وستون شعبة، فأفضلها قول: لا إله إلّا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطويق، والحياء شعبة من الإيمان"، متفق عليه. وفي الحديث الآخر، قال الرسول ﷺ لرجل مر عليه كان يعظ أخاه في الحياء: "دعه فإن الحياء من الإيمان"، متفق عليه، وإذا كان الحياء دافعًا لكل خير، فالتجرد من الحياء يرفع الضوابط والقيود التي تمنع من ارتكاب الموبقات، والوقوع في الزلات، وفي الحديث: "إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى: إذا لم تستح فاصنع ما شئت" رواه البخاري. ولكن لا ينبغي أن يمنع المرءَ حياؤُه من فعل الخيرات، والنهي عن المنكرات، والاستفصال عن أمور الدين، وقد قالت أم سليم للرسول ﷺ "يا رسول الله، إن الله لا يستحيي من الحق، فهل على المرأة غسل إذا احتلمت؟ فقال: نعم، إذا رأت الماء" رواه البخاري. ٤ - الإيثار: الإيثار تفضيل الغير على النفس في الخير، وهو درجة عالية لا تصل إليها إلا النفوس الكبيرة، ولقد تبدت هذه الصفة عند الرعيل الأول في صورة رائعة، وقد شهد لهم الحق ﵎ ببلوغ هذه المرتبة السامية ﴿وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ﴾ [الحشر: ٩].

1 / 168