نحو ثقافة إسلامية أصيلة
نحو ثقافة إسلامية أصيلة
خپرندوی
دار النفائس للنشر والتوزيع
د ایډیشن شمېره
الرابعة
د چاپ کال
١٤١٤ هـ - ١٩٩٤ م
د خپرونکي ځای
عمان - الأردن
ژانرونه
بحسن خلقه منازل العاملين المجدين، ففي الحديث: "وإن صاحب حسن الخلق ليبلغ درجة صاحب الصوم والصلاة" (١)، وأكثر ما يدخل الناس الجنة الخلق الحسن، ففي الحديث: "سئل النبي ﷺ عن أكثر ما يدخل الناس الجنة، فقال: تقوى الله وحسن الخلق" (٢).
وأحب الناس إلى رسول الله ﷺ وأقربهم منه مجلسًا في يوم القيامة أحسن المؤمنين خلقا، ففي الحديث: "إن من أحبكم إليَّ وأقربكم مني مجلسًا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا، وإن من أبغضكم إليَّ وأبعدكم مني مجلسًا يوم القيامة: الثرثارون، والمتشدقون، والمتفيهقون" (٣).
وبحسن الخلق يسع المرء الناس، فمال المرء لا يسع الناس جميعًا، وفي الحديث: "إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم، ولكن يسعهم منكم بسط الوجه وحسن الخلق" (٤).
وقد كان الرسول ﷺ أحسن الناس خلقًا، فهو الأسوة والقدوة صلوات الله وسلامه عليه، وقد بلغ بأخلاقه الكريمة منازل عالية، وحسبك شهادة ربه له ﴿وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾ [القلم: ٤].
(١) الترمذي، والبزار، وأبو داود وابن حبان والحاكم، فتح الباري: ١٠/ ٤٥٨. (٢) أخرجه الترمذي وابن حبان وصححاه، وهو عند البخاري في الأدب المفرد، من حديث أبي هريرة، فتح الباري: ١٠/ ٤٥٩. (٣) رواه الترمذي وحسنه، انظر جامع الأصول: ٤/ ٦، والثرثارون الذين يكثرون الكلام تكلفًا، وخروجا عن حدّ الواجب، والمتفيهقون: الذين يتوسعون في الكلام، ويفتحون به أفواههم، مأخوذ من الفهق وهو الامتلاء، والمتشدقون: الذين يتكلمون بملء أفواههم تفاصحًا، وتحظيمًا لنطقهم، انظر جامع الأصول: ٤/ ٧. (٤) رواه البزار بسند حسن عن أبي هريرة، انظر فتح الباري: ١٠/ ٤٥٩.
1 / 160