============================================================
*ودخلت سنة سبعين وستمائة للهجرة. وفى هذه السنة توجه السلطان الملك الظاهر على البريد إلى الشام المحروس(1)، وكان ذلك فى سابع وعشرين المحرم، ودخل إلى الكرك ثم خرج منه وأخذ معه عز الدين أيدمر، وقدم إلى حماه وخرج الملك المنصور إلى لقائه، واجتمع به على ظاهر حمص، ونزل بها، وأقام يومين، ثم توجه الى حماه، وقرر على الملك المنصور أن يكون عسكر حماه ثمانمائة فارس بعدما كان ستمائة، فامتثل ذلك(2).
وفى هذه السنة [139] توجه السلطان إلى حلب، وسبب ذلك أن صمغرا (3) ومعين الدين البرواناه وعساكر المغل والروم لما عادوا من عند أبغا فى السنة الخالية وردت أوامره فى هذه السنة بقصد الشام، وكانت(1) عدة العسكر الذي معهم عشرة آلاف فارس، فوصلوا إلى البلستين، ثم إلى مرعش، فبلغهم أن السلطان بدمشق، فبعثوا ألفا(5) وخمسمائة فارس من أكابر المغل ليكشفوا لهم الأخبار، ويغيروا(2) على أطراف البلاد بحلب، وكان مقدمهم إقال بن بايجو نوين، فوصلت غارتهم إلى عين تاب، ثم إلى قسطون، وأخذوا جماعة من التركمان: فلما بلغ السلطان ذلك جفل الرعية إلى الحصون، وتقدم إلى دمشق. وكان غرضه (1) علل لذلك النويرى - نهاية الأرب ج 30 ص185 - قائلا: 8... بلغ السلطان أن الأمير شرف الدين عيسى بن مهنا وغيره من العربان تغيرت نياتهم وعزموا على الانضمام إلى التتار، فعلم إنه إن استدعاهم لا يحضرون وينكشف الحال، وإن قصد الشام تسحبوا".
(2) اليونينى. ذيل مرآة الزمان ج2 ص 466 - 467 ، أبو الفدا. المختصر ج4 ص7، النويرى . نهاية الأرب ج 30 ص 185 - 186، الدوادارى. كثز الدررج8 ص 164، الذهبى. تاريخ الإسلام ج15 ص31، العمرى. مسالك الأبصار ج3 ص 359، ابن كثير. البداية والنهاية ج 17 ص499 - 500، المقريزى. السلوك ج1 ص598، العينى: عقد الجمان/ المماليك ج2 ص90.
(3) فى الأصل: "اصمغوا".
(4) فى الأصل: "وكان".
(5) فى الأصل: "ألف".
(6) فى الأصل: "ويغاروا".
مخ ۱۸۷