185

============================================================

ثم جد السلطان فى القتال والزحف إلى ثالث وعشرين(1) ذى القعدة آخر النهار طلبوا الأمان، فأنزهم وركبهم الجمال، وبعث معهم بدر الدين بيسري يوصلهم إلى عكا، وتسلم الحصن بما فيه.

وكان حصنا(2) صعبا، بناؤه بالحجر الأصم، بين كل حجرين عمود(3) حديد ملزوم بالرصاص: فأقاموا فى هدمه اثنى(4) عشر يوما، وفى حصاره خمسة عشر يوما(5).

ورحل عنه في سادس وعشرين الشهر، ونزل على كردانة - وهي قرية من قرى عكا- حتى أشرف عليها، ثم عاد إلى منزلته، ثم رحل وقصد الديار المصرية، وعيد حالاحتياط على الرؤساء، وهم ستة نفر، منهم ريس الإسكندرية وريس دمياط وأبو العباس المغربى وغيرهم. واستمروا فى الأسر إلى سنة ثلاث وسبعين وستمائة، وقصد السلطان ابتياعهم، وسير الأمير فخر الدين المقرى الحاجب إلى صور بسبب ذلك، فتغالى الفرنج فيهم، وكانوا قد نقلوا إلى عكا، وحصل الاحتراز عليهم، وجعلوا في حبس حصين فرسم السلطان للأمير سيف الدين ابن خطلبا- أحد النواب بصفد بسرقتهم، فأرغب الموكلين بهم بالمال حتى دخلوا إليهم بمبارد ومناشير، وسرقوا من جب القلعة، وخرجوا فى مركب، وكانت خيل مهيأة، فركبوا ووصلوا إلى القاهرة ولم يدر بهم أحد بعكا، ثم قامت فتنة بعكا بسببهم". الذهبى. تاريخ الإسلام ج15 ص 30، العمرى. مسالك الأبصارج 3 ص358، ابن الوردى. التاريخ ج2 ص314، الفاخرى.

التاريخ ج1 ص 101 - 102، المقريزى. السلوك ج1 ص593 - 595، ابن سباط: صدق الأخبارج1 ص430.

(1) فى ذيل مرآة الزمان لليونينى ج2 ص 453، والمقتفى للبرزالي ج1 ص233: "ايوم الاثنين، ثالث عشر ذي القعدة".

(2) فى الأصل: "احصن صعب".

(3) فى الأصل: "عامود".

(4) فى الأصل: "اثنا".

(5) اليونيني. ذيل مرآة الزمان ج2 ص 452 - 453، المنصورى. زبدة الفكرة ص 129، البرزالى. المقتفى ج1 ص233 - 234، الدوادارى. كنز الدررج8 ص 161 - 162، الذهبى. تاريخ الإسلام ج15 ص30.

مخ ۱۸۵