وفيها مباحث المبحث الأول في أن الإمام يجب أن يكون معصوما ذهبت الإمامية إلى أن الأئمة كالأنبياء في وجوب عصمتهم عن جميع القبائح والفواحش من الصغر إلى الموت عمدا وسهوا لأنهم حفظة الشرع والقوامون به حالهم في ذلك كحال النبي ولأن الحاجة إلى الإمام إنما هي للانتصاف من المظلوم عن الظالم ورفع الفساد وحسم مادة الفتن وأن الإمام لطف يمنع القاهر من التعدي ويحمل الناس على فعل الطاعات واجتناب المحرمات ويقيم الحدود والفرائض ويؤاخذ الفساق ويعزر من يستحق التعزير فلو جازت عليه المعصية وصدرت عنه انتفت هذه الفوائد وافتقر إلى إمام آخر وتسلسل. وخالفت السنة في ذلك وذهبوا إلى جواز إمامة الفساق والعصاة والسراق كما قال الزمخشري وهو أفضل علمائهم لا كالدوانيقي المتلصص يشير به إلى المنصور. نهج الحق ص : 165فأي عاقل يرضى لنفسه الانقياد الديني والتقرب إلى الله تعالى بامتثال أوامر من كان يفسق طول وقته وهو غائص في القيادة ونواع الفواحش ويعرض عن المطيعين المبالغين في الزهد والعبادة وقد أنكر الله تعالى ذلك بقوله أمن هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما يحذر الآخرة ويرجوا رحمة ربه قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولوا الألباب. نهج الحق ص : 166فالأشاعرة لا يتمشى هذا على قواعدهم حيث جوزوا صدور القبائح عنه تعالى ومن جملتها الكذب فجاز الكذب في هذا القول تعالى عن ذلك علوا كبيرا. نهج الحق ص : 167و أما الباقون فإنهم جوزوا تقديم المفل على الفاضل ولا يتمشى هذا الإنكار على قوله أيضا فقد ظهر أن الفريقين خالفوا الكتاب العزيز
نهج الحق ص :
مخ ۹۵