الآيات التي توبخ العباد على كفرهم وعصيانهم الرابع الآيات الدالة على ذم العباد على الكفر والمعاصي كقوله تعالى كيف تكفرون بالله والإنكار والتوبيخ مع العجز عنه محال. ومن مذهبهم أن الله خلق الكفر في الكافر وأراده منه وهو لا يقدر على غيره فكيف يوبخه عليه وقال وما منع نهج الحق ص 108الناس أن يؤمنوا إذ جاءهم الهدى وهو إنكار بلفظ الاستفهام ومن المعلوم أن رجلا لو حبس آخر في بيت بحيث لا يمكنه الخروج عنه ثم يقول ما منعك من التصرف في حوائجي قبح منه ذلك وكذا قوله تعالى وما ذا عليهم لو آمنوا ما منعك أن تسجد وقوله تعالى ما منعك إذ رأيتهم ضلوا فما لهم عن التذكرة معرضين فما لهم لا يؤمنون عفا الله عنك لم أذنت لهم لم تحرم ما أحل الله لك وكيف يجوز أن يقول لم تفعل مع أنه ما فعله وقوله تعالى لم تلبسون الحق بالباطل لم تصدون عن سبيل الله. قال الصاحب بن عباد كيف يأمر بالإيمان ولم يرده وينهى عن المنكر وقد أراده ويعاقب على الباطل وقدره وكيف يصرفه عن الإيمان ويقول فأنى تصرفون ويخلق فيهم الكفر ثم يقول كيف تكفرون ويخلق فيهم لبس الباطل ثم يقول لم تلبسون الحق بالباطل وصدهم عن سواء السبيل ثم يقول لم تصدون عن سبيل الله وحال بينهم وبين الإيمان ثم قال وما ذا عليهم لو آمنوا بالله وذهب بهم عن الرشد ثم قال فأين تذهبون وأضلهم عن الدين حتى أعرضوا ثم قال فما لهم عن التذكرة معرضين.
مخ ۶۰