175

نهج الحق

نهج الحق و كشف الصدق

وقال الله تعالى إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة. ثم يشهدون ويصححون أن أبا بكر أغضبها وآذاها وهجرته إلى أن ماتت. فإما أن تكون هذه الأحاديث عندهم باطلة فيلزم كذبهم في شهادتهم بصحتها. أو يطعنون في القرآن العزيز وهو كفر. أو ينسبون أبا بكر إلى ما لا يحل ولا يجوز. على أن عمر ذكر عن علي والعباس ذلك. نهج الحق ص : 364روى البخاري ومسلم في صحيحيهما وقال عمر للعباس وعلي فلما توفي رسول الله ص قال أبو بكر أنا ولي رسول الله ص فجئت تطلب ميراثك من ابن خيك ويطلب هذا ميراث امرأته من أبيها فقال أبو بكر قال رسول الله ص ما نورث ما تركناه صدقة فرأيتماه كاذبا آثما غادرا خائنا والله يعلم إنه لصادق بار راشد تابع للحق ثم توفي أبو بكر فقلت أنا ولي رسول الله ص وولي أبي بكر فرأيتماني كاذبا آثما غادرا خائنا والله يعلم إني لصادق بار راشد تابع للحق فوليتها ثم جئتني أنت وهذا وأنتما جميع وأمركما واحد فقلتما ادفعها إلينا. فلينظر العاقل إلى هذا الحديث الذي في كتبهم الصحيحة كيف يجوز لأبي بكر أن يقول أنا ولي رسول الله ص وكذا لعمر مع أن رسول الله ص مات وقد جعلهما من جملة رعايا أسامة بن زيد. نهج الحق ص : 365و كيف استجاز عمر أن يعبر عن النبي ص بقوله للعباس تطلب ميراثك من ابن أخيك مع أن الله تعالى كان يخاطبه بصفاته مثل يا أيها الرسول يا أيها النبي يا أيها المزمل يا أيها المدثر وناد غيره من الأنبياء بأسمائهم ولم يذكره باسمه إلا في أربعة مواطن شهد له فيها بالرسالة لضرورة تخصيصه وتعيينه بالاسم كقوله تعالى وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل وما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد ومحمد رسول الله والذين معه ثم إن الله تعالى قال لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا. ثم عبر عمر عن ابنته مع عظم شأنها وشرف منزلتها بقوله لأمير المؤمنين ع ويطلب ميراث امرأته . ثم إنه وصف اعتقاد علي والعباس في حقه وحق أبي بكر بأنهما كاذبان آثمان غادران خائنان. فإن كان اعتقاده فيهما حقا وكان قولهما يعني علي والعباس صدقا لزم تطرق الذم إلى أبي بكر وعمر وأنهما لا يصلحان للخلافة. نهج الحق ص : 366و إن لم يكن كذلك لزم أن يكون قد قال عنهما بهتانا وزورا إن كان اعتقاده مخطئا. وإن كان مصيبا لزم تطرق الذم إلى علي والعباس حيث اعتقدا في أبي بكر وعمر ما ليس فيهما فكيف استصلحوه للإمامة مع أن الله تعالى قد نزهه عن الكذب وقول الزور. مع أالبخاري ومسلما ذكرا في صحيحيهما أن قول عمر هذا لعلي والعباس بمحضر مالك بن أوس وعثمان وعبد الرحمن بن عوف والزبير وسعد ولم يعتذر أمير المؤمنين والعباس عن هذا الاعتقاد الذي ذكره عمر ولا أحد من الحاضرين اعتذر لأبي بكر وعمر.

دراسات حول عائشة في عهد النبي ص وبعده. ادعاؤها بحجرتها

مخ ۲۰۸