البحث الثالث أن معرفة الله تعالى واجبة بالعقل الحق أن وجوب معرفة الله تعالى مستفاد من العقل وإن كان السمع قد دل عليه بقوله فاعلم أنه لا إله إلا الله لأن شكر المنعم واجب بالضرورة وآثار النعمة علينا ظاهرة فيجب أن نشكر فاعلها وإنما يحصل بمعرفته ولأن معرفة الله تعالى واقعة للخوف الحاصل من الاختلاف ودفع الخوف واجب بالضرورة. نهج الحق ص : 52و قالت الأشعرية إن معرفة الله تعالى واجبة بالسمع لا بالعقل فلزمهم ارتكاب الدور المعلوم بالضرورة بطلانه لأن معرفة الإيجاب تتوقف على معرفة الموجب فإن من لا نعرفه بشي ء من الاعتبارات البتة نعلم بالضرورةنا لا نعرف أنه أوجب فلو استفيدت معرفة الموجب من معرفة الإيجاب لزم الدور المحال. وأيضا لو كانت المعرفة إنما تجب بالأمر لكان الأمر بها إما أن يتوجه إلى العارف بالله تعالى أو إلى غير العارف والقسمان باطلان فتعليل الإيجاب بالأمر محال أما بطلان الأول فلأنه يلزم منه تحصيل الحاصل وهو محال وأما بطلان الثاني فلأن غير العارف بالله تعالى يستحيل أن يعرف أن الله قد أمره وأن امتثال أمره واجب وإذا استحال أن يعرف أن الله تعالى قد أمره وأن امتثال أمره واجب استحال أمره وإلا لزم تكليف ما لا يطاق وسيأتي بطلانه إن شاء الله تعالى
المسألة الثالثة في صفاته تعالى وفيها مباحث
مخ ۱۸