315

زلفته. فلينظر ناظر بعقله أكرم الله محمدا بذلك أم أهانه؟! فإن قال : «أهانه» فقد كذب وأتى بالافك العظيم ، وإن قال : «أكرمه» فليعلم أن الله [قد] أهان غيره حيث بسط الدنيا له ، وزواها عن أقرب الناس منه ، فتأسى متأس بنبيه (1) واقتص أثره ، وولج مولجه ، وإلا فلا يأمن الهلكة ، فإن الله جعل محمدا ، صلى الله عليه وآله وسلم ، علما للساعة (2) ومبشرا بالجنة ، ومنذرا بالعقوبة : خرج من الدنيا خميصا (3) وورد الآخرة سليما ، لم يضع حجرا على حجر حتى مضى لسبيله ، وأجاب داعى ربه ، فما أعظم منة الله عندنا حين أنعم علينا به سلفا نتبعه ، وقائدا نطأ عقبه (4) والله لقد رقعت مدرعتى هذه حتى استحييت من راقعها (5) ولقد قال لى قائل : ألا تنبذها عنك؟ فقلت : اغرب عنى (6) «فعند الصباح يحمد القوم السرى»

مخ ۷۶