300

المضيئة نورا تهتدى به فى مذاهبها ، وتصل بعلانية برهان الشمس إلى معارفها ، وردعها تلألؤ ضيائها عن المضى فى سبحات إشراقها (1) وأكنها فى مكامنها عن الذهاب فى بلج ائتلاقها (2) فهى مسدلة الجفون بالنهار على أحداقها ، وجاعلة الليل سراجا تستدل به فى التماس أرزاقها ، فلا يرد أبصارها إسداف ظلمته (3)، ولا تمتنع من المضى فيه لغسق دجنته ، فإذا ألقت الشمس قناعها ، وبدت أوضاح نهارها (4)، ودخل من إشراق نورها على الضباب فى وجارها (5) أطبقت الأجفان على مآقيها (6) وتبلغت بما اكتسبت من فىء ظلم لياليها (7). فسبحان من جعل الليل لها نهارا ومعاشا ، والنهار سكنا وقرارا ، وجعل لها أجنحة من لحمها تعرج بها عند الحاجة إلى الطيران كأنها شظايا الآذان (8)

مخ ۶۱