224

يرتد! فسبحان الله!! ما أقرب الحى من الميت للحاقه به ، وأبعد الميت من الحى لانقطاعه عنه. إنه ليس شىء بشر من الشر إلا عقابه ، وليس شىء بخير من الخير إلا ثوابه وكل شىء من الدنيا سماعه أعظم من عيانه ، وكل شىء من الآخرة عيانه أعظم من سماعه ، فليكفكم من العيان السماع ، ومن الغيب الخبر ، واعلموا أن ما نقص من الدنيا وزاد فى الآخرة خير مما نقص فى الآخرة وزاد فى الدنيا ، فكم من منقوص رابح ومزيد خاسر. إن الذى أمرتم به أوسع من الذى نهيتم عنه ، وما أحل لكم أكثر مما حرم عليكم ، فذروا ما قل لما كثر ، وما ضاق لما اتسع ، قد تكفل لكم بالرزق ، وأمرتم بالعمل ، فلا يكونن المضمون لكم طلبه أولى (1) بكم من المفروض عليكم عمله ، مع أنه ، والله ، لقد اعترض الشك ودخل اليقين (2) حتى كأن الذى ضمن لكم قد فرض عليكم ، وكأن الذى قد فرض عليكم قد وضع عنكم! فبادروا العمل ، وخافوا بغتة الأجل ، فانه لا يرجى من رجعة العمر ما يرجى من رجعة الرزق (3) ما فات من الرزق رجى غدا زيادته ، وما فات أمس من العمر لم يرج

مخ ۲۲۴