أعمارا ، وأبقى آثارا ، وأبعد آمالا ، وأعد عديدا ، وأكثف جنودا : تعبدوا للدنيا أى تعبد ، وآثروها أى إيثار ، ثم ظعنوا عنها بغير زاد مبلغ ، ولا ظهر قاطع (1)؟؟!! فهل بلغكم أن الدنيا سخت لهم نفسا بفدية (2) أو أعانتهم بمعونة ، أو أحسنت لهم صحبة؟ بل أرهقتهم بالفوادح (3) وأوهنتهم بالقوارع ، وضعضعتهم بالنوائب (4) وعفرتهم للمناخر (5) ووطئتهم بالمناسم (6) وأعانت عليهم ريب المنون ، فقد رأيتم تنكرها لمن دان لها (7) وآثرها ، وأخلد لها (8) حتى ظعنوا عنها لفراق الأبد (9) وهل زودتهم إلا السغب (10) أو أحلتهم إلا الضنك (11) أو نورت لهم إلا الظلمة (12) أو أعقبتهم إلا الندامة؟ فهذه تؤثرون ، أم إليها تطمئنون ، أم عليها تحرصون؟؟ فبئست الدار لمن لم يتهمها ولم يكن فيها على وجل منها ، فاعلموا وأنتم
مخ ۲۱۸