189

أيها الشاهدة أبدانهم ، الغائبة عقولهم ، المختلقة أهواؤهم ، المبتلى بهم أمراؤهم صاحبكم يطيع الله وأنتم تعصونه ، وصاحب أهل الشام يعصى الله وهم يطيعونه؟! لوددت والله أن معاوية صارفنى بكم صرف الدينار بالدرهم ، فأخذ منى عشرة منكم وأعطانى رجلا منهم ، يا أهل الكوفة ، منيت منكم بثلاث واثنتين : صم ذوو أسماع ، وبكم ذوو كلام ، وعمى ذوو أبصار ، لا أحرار صدق عند اللقاء (1)، ولا إخوان ثقة عند البلاء ، يا أشباه الإبل غاب عنها رعاتها ، كلما جمعت من جانب تفرقت من جانب آخر ، والله لكأنى بكم فيما إخال (2) أن لو حمس الوغى ، وحمى الضراب ، وقد انفرجتم عن ابن أبى طالب انفراج المرأة عن قبلها (3) وإنى لعلى بينة من ربى ، ومنهاج من نبيى ، وإنى لعلى الطريق الواضح ألقطه لقطا (4) انظروا أهل بيت نبيكم فالزموا سمتهم (5) واتبعوا أثرهم ، فلن يخرجوكم من هدى ،

مخ ۱۸۹