نهج البلاغه
نهج البلاغة
پوهندوی
شرح : الشيخ محمد عبده
د ایډیشن شمېره
الأولى
د چاپ کال
1412 - 1370 ش
مقدمة السيد الشريف الرضي
بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد حمد الله الذي جعل الحمد ثمنا لنعمائه. ومعاذا من بلائه. وسبيلا إلى جنانه وسببا لزيادة إحسانه. والصلاة على رسوله نبي الرحمة، وإمام الأئمة، وسراج الأمة. المنتخب من طينة الكرم وسلالة المجد الأقدم. ومغرس الفخار المعرق وفرع العلاء المثمر المورق وعلى أهل بيته مصابيح الظلم، وعصم الأمم ومنار الدين الواضحة، ومثاقيل الفضل الراجحة. صلى الله عليهم أجمعين صلاة تكون إزاء لفضلهم ومكافأة لعملهم. وكفاء لطيب فرعهم وأصلهم. ما أنار فجر ساطع وخوى نجم طالع فإني كنت في عنفوان السن ، وغضاضة الغصن، ابتدأت بتأليف كتاب خصائص الأئمة عليهم السلام يشتمل على محاسن أخبارهم وجواهر كلامهم: حداني عليه غرض ذكرته في صدر الكتاب وجعلته أمام الكلام. وفرغت من الخصائص التي تخص أمير المؤمنين عليا عليه السلام. وعاقت عن إتمام بقية الكتاب
مخ ۱۰
محاجزات الزمان ومماطلات الأيام. وكنت قد بوبت ما خرج من ذلك أبوابا.
وفصلته فصولا فجاء في آخرها فصل يتضمن محاسن ما نقل عنه عليه السلام من الكلام القصير في المواعظ والحكم والأمثال والآداب دون الخطب الطويلة والكتب المبسوطة.
فاستحسن جماعة من الأصدقاء والإخوان ما اشتمل عليه الفصل المقدم ذكره معجبين ببدائعه ومتعجبين من نواصعه وسألوني عند ذلك أن أبدأ بتأليف كتاب يحتوي على مختار كلام مولانا أمير المؤمنين عليه السلام في جميع فنونه، ومتشعبات غصونه، من خطب وكتب ومواعظ وآداب علما أن ذلك يتضمن عجائب البلاغة وغرائب الفصاحة وجواهر العربية وثواقب الكلم الدينية والدنيوية ما لا يوجد مجتمعا في كلام ولا مجموع الأطراف في كتاب. إذ كان أمير المؤمنين عليه السلام مشرع الفصاحة وموردها ومنشأ البلاغة ومولدها. ومنه عليه السلام ظهر مكنونها. وعنه أخذت قوانينها. وعلى أمثلته حذا كل قائل خطيب وبكلامه استعان كل واعظ بليغ. ومع ذلك فقد سبق وقصروا. وتقدم وتأخروا. لأن كلامه عليه السلام الكلام الذي عليه مسحة من العلم الإلهي وفيه عبقة من الكلام النبوي. فأجبتهم إلى الابتداء بذلك عالما بما فيه من عظيم النفع ومنشور الذكر ومذخور الأجر.
واعتمدت به أن أبين من عظيم قدر أمير المؤمنين عليه السلام في هذه الفضيلة مضافة إلى المحاسن الدائرة والفضائل الجمة . وأنه عليه السلام انفرد ببلوغ غايتها عن جميع السلف الأولين الذين إنما يؤثر عنهم منها القليل النادر والشاذ الشارد. وأما كلامه فهو من البحر الذي لا يساجل ، والجم الذي لا يحافل وأردت أن يسوغ لي
مخ ۱۱
التمثل في الافتخار به عليه السلام بقول الفرزدق -
أولئك آبائي فجئني بمثلهم
إذا جمعتنا يا جرير المجامع
ورأيت كلامه عليه السلام يدور على أقطاب ثلاثة: أولها الخطب والأوامر. وثانيها الكتب والرسائل وثالثها الحكم والمواعظ. فأجمعت بتوفيق الله تعالى على الابتداء باختيار محاسن الخطب ثم محاسن الكتب ثم محاسن الحكم والأدب، مفردا لكل صنف من ذلك بابا ومفصلا فيه أوراقا لتكون مقدمة لاستدراك ما عساه يشذ عني عاجلا ويقع إلي آجلا. وإذا جاء شئ من كلامه عليه السلام الخارج في أثناء حوار أو جواب سؤال أو غرض آخر من الأغراض في غير الأنحاء التي ذكرتها وقررت القاعدة عليها نسبته إلى أليق الأبواب به وأشدها ملامحة لغرضه وربما جاء فيما أختاره من ذلك فصول غير متسقة، ومحاسن كلم غير منتظمة، لأني أورد النكت واللمع ولا أقصد التتالي والنسق. ومن عجائبه عليه السلام التي إنفرد بها وأمن المشاركة فيها أن كلامه عليه السلام الوارد في الزهد والموعظ والتذكير والزواجر إذا تأمله المتأمل وفكر فيه المتفكر وخلع من قلبه أنه كلام مثله ممن عظم قدره ونفذ أمره وأحاط بالرقاب ملكه لم يعترضه الشك في أنه من كلام من لا حفظ له في الزهادة ولا شغل له بغير العبادة، وقد قبع في كسر بيت أو انقطع في سفح جبل. لا يسمع إلا حسه ولا يرى إلا نفسه ولا يكاد يوقن بأنه كلام من يتغمس في الحرب مصلتا سيفه فيقطع الرقاب ويجدل الأبطال ويعود به ينطف دما ويقطر مهجا، وهو مع تلك الحال زاهد الزهاد وبدل الأبدال . وهذه من فضائله العجيبة وخصائصه
مخ ۱۲
اللطيفة التي جمع بها بين الأضداد، وألف بين الأشتات وكثيرا ما أذكر الإخوان بها واستخرج عجبهم منها. وهي موضوع للعبرة بها والفكرة فيها. وربما جاء في أثناء هذا الاختيار اللفظ المردد والمعنى المكرر والعذر في ذلك أن روايات كلامه تختلف اختلافا شديدا. فربما اتفق الكلام المختار في رواية فنقل على وجهه، ثم وجد بعد ذلك في رواية أخرى موضوعا غير وضعه الأول، إما بزيادة مختارة أو بلفظ أحسن عبارة، فتقتضي الحال أن يعاد استظهارا للاختيار، وغيرة على عقائل الكلام . وربما بعد العهد أيضا بما اختير أولا فأعيد بعضه سهوا أو نسيانا لا قصدا واعتمادا. ولا أدعي مع ذلك أني أحيط بأقطار جميع كلامه عليه السلام حتى لا يشذ عني منه شاذ ولا يند ناد، بل لا أبعد أن يكون القاصر عني فوق الواقع إلى، والحاصل في ربقتي دون الخارج من يدي وما على إلا بذل الجهد وبلاغ الوسع، وعلى الله سبحانه نهج السبيل ورشاد الدليل إن شاء الله.
ورأيت من بعد تسمية هذا الكتاب بنهج البلاغة إذ كان يفتح للناظر فيه أبوابها. ويقرب عليه طلابها. فيه حاجة العالم والمتعلم وبغية البليغ والزاهد، ويمضي في أثنائه من الكلام في التوحيد والعدل وتنزيه الله سبحانه وتعالى عن شبه الخلق ما هو بلال كل غلة وجلاء كل شبهة. ومن الله سبحانه أستمد التوفيق والعصمة. وأتنجز التسديد والمعونة، وأستعيذه من خطأ الجنان قبل خطأ اللسان، ومن زلة الكلام قبل زلة القدم. وهو حسبي ونعم الوكيل.
باب المختار من خطب أمير المؤمنين عليه السلام وأوامره ويدخل في ذلك المختار من كلامه الجاري مجرى الخطب في المقامات المحصورة والمواقف المذكورة والخطوب الواردة
مخ ۱۳
ومن خطبة له عليه السلام " يذكر فيها ابتداء خلق السماء والأرض وخلق آدم "
الحمد لله الذي لا يبلغ مدحته القائلون. ولا يحصي نعماءه العادون. ولا يؤدي حقه المجتهدون، الذي لا يدركه بعد الهمم ولا يناله غوص الفطن . الذي ليس لصفته حد محدود ولا نعت موجود. ولا وقت معدود ولا أجل ممدود. فطر الخلائق بقدرته.
ونشر الرياح برحمته. ووتد بالصخور ميدان أرضه أول الدين معرفته وكمال معرفته التصديق به. وكمال التصديق به توحيده.
مخ ۱۴
وكمال توحيده الاخلاص له. وكمال الإخلاص له نفي الصفات عنه لشهادة كل صفة أنها غير الموصوف وشهادة كل موصوف أنه غير الصفة. فمن وصف الله سبحانه فقد قرنه. ومن قرنه فقد ثناه ومن ثناه فقد جزأه، ومن جزأه فقد جهله ومن جهله فقد أشار إليه.
ومن أشار إليه فقد حده . ومن حده فقد عده، ومن قال فيم
مخ ۱۵
فقد ضمنه. ومن قال علام فقد أخلى منه. كائن لا عن حدث موجود لا عن عدم. مع كل شئ لا بمقارنة. وغير كل شئ لا بمزايلة . فاعل لا بمعنى الحركات والآلة. بصير إذ لا منظور إليه من خلقه متوحد إذ لا سكن يستأنس به ولا يستوحش لفقده أنشأ الخلق إنشاء. وابتدأه ابتداء. بلا روية أجالها . ولا تجربة استفادها. ولا حركة أحدثها. ولا همامة نفس اضطرب فيها . أحال الأشياء لأوقاتها . ولأم بين مختلفاتها. وغرز غرائزها وألزمها أشباحها عالما بها قبل ابتدائها محيطا بحدودها وانتهائها. عارفا بقرائنها
مخ ۱۶
وأحنائها ثم أنشأ سبحانه فتق الأجواء وشق الارجاء وسكائك الهواء . فأجرى فيها ماء متلاطما تياره ، متراكما زخاره. حمله على متن الريح العاصفة، والزعزع القاصفة. فأمرها برده ، وسلطها على شده، وقرنها إلى حده. الهواء من تحتها فتيق ، والماء من فوقها
مخ ۱۷
دفيق. ثم أنشأ سبحانه ريحا اعتقم مهبها وأدام مربها. وأعصف مجراها وأبعد منشاها. فأمرها بتصفيق الماء الزخار ، وإثارة موج البحار. فمخضته مخض السقاء، وعصفت به عصفها بالفضاء. ترد أوله إلى آخره، وساجيه إلى مائره . حتى عب عبابه، ورمى بالزبد ركامه فرفعه في هواء منفتق، وجو منفهق فسوى منه سبع سماوات جعل سفلاهن موجا مكفوفا وعلياهن سقفا محفوظا. وسمكا مرفوعا. بغير عمد يدعمها، ولا دسار ينظمها . ثم زينها بزينة الكواكب، وضياء الثواقب . وأجرى فيها سراجا مستطيرا، وقمرا منيرا. في فلك دائر، وسقف سائر، ورقيم مائر ثم فتق
مخ ۱۸
ما بين السماوات العلا. فملأهن أطوارا من ملائكته منهم سجود لا يركعون، وركوع لا ينتصبون، وصافون لا يتزايلون ومسبحون لا يسأمون. لا يغشاهم نوم العين. ولا سهو العقول.
ولا فترة الأبدان. ولا غفلة النسيان. ومنهم أمناء على وحيه، وألسنة إلى رسله، ومختلفون بقضائه وأمره. ومنهم الحفظة لعباده والسدنة لأبواب جنانه. ومنهم الثابتة في الأرضين السفلى أقدامهم، والمارقة من السماء العليا أعناقهم، والخارجة من الأقطار أركانهم، والمناسبة لقوائم العرش أكتافهم. ناكسة دونه أبصارهم .
مخ ۱۹
متلفعون تحته بأجنحتهم. مضروبة بينهم وبين من دونهم حجب العزة وأستار القدرة. لا يتوهمون ربهم بالتصوير. ولا يجرون عليه صفات المصنوعين. ولا يحدونه بالأماكن. ولا يشيرون إليه بالنظائر
صفة خلق آدم عليه السلام
ثم جمع سبحانه من حزن الأرض وسهلها، وعذبها وسبخها ، تربة سنها بالماء حتى خلصت. ولاطها بالبلة حتى لزبت . فجبل منها صورة ذات أحناء ووصول وأعضاء وفصول. أجمدها حتى استمسكت، وأصلدها حتى صلصلت لوقت معدود. وأمد معلوم. ثم نفخ
مخ ۲۰
فيها من روحه فمثلت إنسانا ذا أذهان يجيلها وفكر يتصرف بها، وجوارح يختدمها ، وأدوات يقلبها. ومعرفة يفرق بها بين الحق والباطل والأذواق والمشام والألوان والأجناس. معجونا بطينة الألوان المختلفة ، والأشباه المؤتلفة. والأضداد المتعادية والأخلاط المتباينة. من الحر والبرد. والبلة والجمود. واستأدى الله سبحانه الملائكة وديعته لديهم وعهد وصيته إليهم. في الاذعان بالسجود له والخشوع لتكرمته. فقال سبحانه اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس اعترته الحمية وغلبت عليه الشقوة (5
مخ ۲۱
وتعزز بخلقة النار واستهون خلق الصلصال. فأعطاه الله النظرة استحقاقا للسخطة واستتماما للبلية. وإنجازا للعدة. فقال إنك من المنظرين إلى يوم الوقت المعلوم. ثم أسكن سبحانه آدم دارا أرغد فيها عيشته، وآمن فيها محلته، وحذره إبليس وعداوته. فاغتره عدوه نفاسة عليه بدار المقام ومرافقة الأبرار . فباع اليقين بشكه والعزيمة بوهنه. واستبدل بالجذل وجلا . وبالاغترار ندما. ثم بسط الله سبحانه له في توبته. ولقاه كلمة رحمته، ووعده المرد إلى جنته.
مخ ۲۲
وأهبطه إلى دار البلية ، وتناسل الذرية . واصطفى سبحانه من ولده أنبياء أخذ على الوحي ميثاقهم ، وعلى تبليغ الرسالة أمانتهم لما بدل أكثر خلقه عهد الله إليهم فجهلوا حقه، واتخذوا الأنداد معه .
واجتالتهم الشياطين عن معرفته ، واقتطعتهم عن عبادته. فبعث فيهم رسله وواتر إليهم أنبياءه ليستأدوهم ميثاق فطرته. ويذكروهم منسي نعمته. ويحتجوا عليهم بالتبليغ. ويثيروا لهم دفائن العقول
مخ ۲۳
ويروهم الآيات المقدرة من سقف فوقهم مرفوع، ومهاد تحتهم موضوع. ومعايش تحييهم وآجال تفنيهم. وأوصاب تهرمهم
وأحداث تتابع عليهم. ولم يخل سبحانه خلقه من نبي مرسل، أو كتاب منزل. أو حجة لازمة، أو محجة قائمة . رسل لا تقصر بهم قلة عددهم. ولا كثرة المكذبين لهم. من سابق سمي له من بعده، أو غابر عرفه من قبله على ذلك نسلت القرون ومضت الدهور. وسلفت الآباء. وخلفت الأبناء. إلى أن بعث الله سبحانه محمدا رسول الله صلى الله عليه وآله لإنجاز عدته ، وتمام نبوته.
مأخوذا على النبيين ميثاقه، مشهورة سماته ، كريما ميلاده. وأهل
مخ ۲۴
الأرض يومئذ ملل متفرقة. وأهواء منتشرة. وطوائف متشتتة.
بين مشبه لله بخلقه أو ملحد في اسمه أو مشير إلى غيره فهداهم به من الضلالة. وأنقذهم بمكانه من الجهالة. ثم اختار سبحانه لمحمد صلى الله عليه وآله لقاءه. ورضي له ما عنده وأكرمه عن دار الدنيا ورغب به عن مقارنة البلوى. فقبضه إليه كريما صلى الله عليه وآله:
وخلف فيكم ما خلفت الأنبياء في أممها إذ لم يتركوهم هملا. بغير طريق واضح. ولا علم قائم : كتاب ربكم فيكم مبينا حلاله وحرامه وفرائضه وفضائله وناسخه ومنسوخه. ورخصه وعزائمه.
وخاصه وعامه. وعبره وأمثاله. ومرسله ومحدوده. ومحكمه
مخ ۲۵
ومتشابهه مفسرا مجمله ومبينا غوامضه. بين مأخوذ ميثاق في علمه وموسع على العباد في جهله. وبين مثبت في الكتاب فرضه، ومعلوم في السنة نسخه، وواجب في السنة أخذه، ومرخص في الكتاب تركه. وبين واجب بوقته. وزائل في مستقبله. ومباين بين محارمه من كبير أوعد عليه نيرانه. أو صغير أرصد له غفرانه. وبين مقبول في أدناه موسع في أقصاه .
مخ ۲۶
(منها ذكر في الحج) وفرض عليكم حج بيته الحرام الذي جعله قبلة للأنام يردونه ورود الأنعام ويألهون إليه ولوه الحمام جعله سبحانه علامة لتواضعهم لعظمته وإذعانهم لعزته. واختار من خلقه سماعا أجابوا إليه دعوته. وصدقوا كلمته. ووقفوا مواقف أنبيائه. وتشبهوا بملائكته. المطيفين بعرشه يحرزون الأرباح في متجر عبادته. ويتبادرون عند موعد مغفرته. جعله سبحانه وتعالى للاسلام علما والعائذين حرما. فرض حجه وأوجب حقه وكتب عليكم وفادته فقال سبحانه ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فإن الله غني عن العالمين.
ومن خطبة له بعد انصرافه من صفين
أحمده استتماما لنعمته. واستسلاما لعزته. واستعصاما من معصيته. وأستعينه فاقة إلى كفايته إنه لا يضل من هداه. ولا يئل من عاداه ولا يفترق من كفاه. فإنه أرجح ما وزن وأفضل ما
مخ ۲۷
خزن. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. شهادة ممتحنا إخلاصها. معتقدا مصاصها نتمسك بها أبدا ما أبقانا. وندخرها لأهاويل ما يلقانا فإنها عزيمة الإيمان. وفاتحة الإحسان ومرضاة الرحمن. ومدحرة الشيطان وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. أرسله بالدين المشهور. والعلم المأثور والكتاب المسطور. والنور الساطع. والضياء اللامع. والأمر الصادع. إزاحة للشبهات.
واحتجاجا بالبينات. وتحذيرا بالآيات. وتخويفا بالمثلات والناس في فتن انجذم فيها حبل الدين وتزعزعت سواري اليقين واختلف النجر وتشتت الأمر. وضاق المخرج وعمي المصدر فالهدى خامل والعمى شامل. عصي الرحمن. ونصر الشيطان. وخذل الإيمان
مخ ۲۸
فانهارت دعائمه ، وتنكرت معالمه ، ودرست سبله ، وعفت شركه. أطاعوا الشيطان فسلكوا مسالكه. ووردوا مناهله بهم سارت أعلامه. وقام لواؤه في فتن داستهم بأخفافها. ووطئتهم بأظلافها وقامت على سنابكها. فهم فيها تائهون حائرون جاهلون مفتونون في خير دار وشر جيران . نومهم سهود وكحلهم دموع. بأرض عالمها ملجم وجاهلها مكرم (ومنها يعني آل النبي عليه الصلاة والسلام) موضع سره ولجأ أمره وعيبة علمه وموئل حكمه وكهوف
مخ ۲۹