نعم صرح غير واحد من الأصحاب باختصاص الحلية بغير النبي صلى الله عليه وآله، بل والأئمة عليهم السلام، وعد بعضهم حرمتها عليه صلى الله عليه وآله في خصايصه، واستدل لها في التذكرة (1) بحديث سلمان وما تقدم من امتناعه رضي الله عنه من أكلها، وأنت خبير بأن عدم الأكل أعم من حرمة المأكول، ولعله كان يكرهها كما استكره جملة من المأكولات، مع أنه لو دل عليها لعم التحريم جميع الهاشميين، لما عرفت أنه لم يأكل مما جاء به سلمان صدقة أمير المؤمنين عليه السلام وحمزة وعقيل، ولتمام الكلام محل آخر.
وإنما الإشكال في القسم الرابع، من اقتضاء الحصر المذكور جوازها، وبه يقيد ما دل على حصر المحرمة في مطلق الصدقة الواجبة، ومن ظهور حديث الخمس وخبر الأمالي والنهج في التحريم، وهو الأقوى، وربما يؤيدها قول أم كلثوم في الكوفة - كما في منتخب الطريحي (2) -: (إن الصدقة حرام علينا أهل البيت) (3)، فإن حملها على الزكاة في غاية البعد، وعلى المندوبة خلاف الاجماع، ولعلها كانت من المنذورة، شكرا لقتل أبي عبد الله عليه السلام،
مخ ۶۰