نفحة الریحانه ورشحه طلاء الحانه
نفحة الريحانة ورشحة طلاء الحانة
حديثُ وجدي هو القديم بهِ ... والحالُ حالي بهِ ومَا برِحَا
يا قلب للغيرِ لا تمل أبدًا ... فما يداويكَ غير من جرحَا
وله من قصيدة، أولها:
من لقلبٍ ما بينَ سمرٍ وبيضِ ... من قوامٍ لدنٍ وطرفٍ مريضِ
ما لمن صادمَ الهوى من نصيرٍ ... فإليه إذا سطَا تفويضي
زارني في الدُّجى فكان كبدرِ التِّ ... مِّ قد لاحَ في الليالي البيضِ
شادنٌ لو يقابل الشَّمسَ والبد ... رَ لكانا في رتبةِ المستفيضِ
سلبَ العقلَ والفؤادَ وخلاَّ ... ني لهجرانهِ الطويلِ العريضِ
فنهاري نهارُ منتظرٍ في ... هِ وليلي لا ذقتَ ليل المريضِ
ومن أخرى، أولها:
جادَ من بعدِ بعدهِ بالتَّلاقي ... ودنا شائقٌ إلى مشتاقِ
رشأٌ طالَ ما أذابَ فؤادي ... بسعيرِ النَّوى وحرِّ الفراقِ
لم نزل نحسب الغرامَ مِزاحًا ... فرأينا مصارِعَ العشَّاقِ
كنت أشكو الجفا وأخشى صدودًا ... فرأيت البِعادَ مرَّ المذاقِ
كلُّ مرٍّ لدى المذاقِ مطاقٌ ... وأرى الصَّبرَ عنك غير مطاقِ
من لقلبٍ لم يُلفَى إلا جريحًا ... بسهامِ الجفونِ والأحداقِ
يا لهذا الفؤادِ لم ينجُ يومًا ... من وثاقٍ إلا غدا في وثاقِ
هكذا من له الصَّبابةُ داءٌ ... ليس يرجو النجاةَ مما يلاقي
وله:
على مَ تفتِكُ في العشَّاقِ بالمقلِ ... أما تخاف على الهنديِّ من فللِ
لقد أبحتَ دمي يا من كلِفتُ بهِ ... فأصبَحتْ كلماتي فيه كالمثلِ
يا من إذا ما لسهمِ اللَّحظِ أغرَضَ ... أيقنتُ وِجدانَ قومٍ من بني ثُعَلِ
بنو ثعل: قبيلة فيهم رماة، يضرب المثل بجودة رميهم.
قال امرؤُ القيس:
ربَّ رامٍ من بني ثعَلٍ ... مخرجٍ كفَّيهِ من سترِهْ
فهو لا يخطي رميَّته ... ما لم لا عدَّ من نفرِهْ
يقال في الدعاء على الإنسان: لا عدَّ من نفره، ويراد به التعجب.
شمائلٌ لكَ عاطتني الشَّمولَ فمَا ... برِحت بين سكرانٍ إلى ثملِ
آهًا على زمنٍ كان الرَّقيبُ بهِ ... صِفرَ الأكفِّ من التَّعنيفِ والعذَلِ
هلاَّ تُعيدُ زمانًا كنت طَوعَ يدي ... فيه وصدريَ ملآنٌ من الأملِ
وله:
لحَى الله فِعلَ الغانياتِ إذا دهتْ ... فؤادًا لأبناء الصَّبابةِ أو عقْلا
ولا سلِّطتْ يومًا على قلبِ عاشقٍ ... عيونٌ ترى في ظلم عاشِقها عدلا
يُرينك عينَ الودِّ والوجدِ نظرةً ... ويُخرجنَ جِدَّ الوجدِ للقلبِ والهزَلا
فحتى إذا شبهت بنارِ جوانحٍ ... وأيقن بالمطروحِ من أرسلَ النَّبْلا
غدرنَ فلا يرعين للصَّبِّ ذمَّةً ... وأغضينَ عنه في الهوى الأعينَ النُّجْلا
نوافر منها لم تفزْ شِقوةً سوى ... بوعدٍ رأينا في جوانبه المَطْلا
وله من قصيدة، مستهلها:
تُرجَّى الأماني ل أماني المتيَّمِ ... وترقا دموعٌ غيرُ أدمعِ مغرمِ
بذا بيننا يقضي الغرامُ كما بنا ... لحكمِ الهوى في الحبِّ من متظلِّمِ
متى لم يصبْ لذَّاتِها طالبٌ أتى ... بقلبٍ سليمٍ أم بطرفٍ مُهوِّمِ
بحيثُ أبثُّ الوجدَ ليلةَ لم يكنْ ... لديَّ سوى زهر النُّجوم بمحرَمِ
أُعدَّد فيها كوكبًا بعد كوكبٍ ... وأرقبُ فيها أنجمًا إثر أنجمِ
فلم يك غير الطَّرفِ لي من مسامرٍ ... ولم أرَ غير الدَّمعِ لي من مترجِمِ
عدِمنا الهوى يُردي العميدَ ولم يصلْ ... بعضبٍ سوى لحظِ الحسانِ وأسهمِ
حَوينا قلوبًا من دعاها لراحةٍ ... عصَته ولبَّت من دعاها لمؤلمِ
1 / 46