نفحة الریحانه ورشحه طلاء الحانه
نفحة الريحانة ورشحة طلاء الحانة
وحوادثٍ ضيَّقْنَ في ... عينيهِ رَحْبَ الفَدْفَدِ
والصبرُ ليسَ بممكِنٍ ... والحظُّ ليس بمُسعِدِ
مولايَ هل من عطفةٍ ... ممزوجةٍ بتَودُّدِ
أو نظرةٍ تُدْنِي الفقي ... رَ من الجَنابِ الأسعدِ
تاللهِ لم أقصِد سِوا ... كَ وهل سواكَ بمقصدِ
فبِحرمَةِ الآدابِ كُنْ ... من جَوْرِ دهري مُسعِدي
لا زلتَ مقصودًا على ... رَغْمِ الحسودِ الأنْكَدِ
وأنشدني من لفظه لنفسه، قوله:
يا أيُّها الملِكُ الباهي بطلعتهِ ... ومَن لعهدِ وِدادِي في الهوى نبَذا
أفسدتَ قلبيَ لمَّا أن نزلْتَ به ... فقال لي هكذا المُلوكَ إذا
وهذا فيه الاقتباس مع الاكتفاء.
ولبعض المتقدمين عن عصرنا:
مليكةَ الحُسنِ جُودِي باللِّقا كرمَا ... لمُغرَمٍ قلبه ذاب فيكِ إِذا
أفسدت قلبي فقالتْ تلك عادتُنا ... قد قال سبحانَه إنَّ الملوكَ إِذا
وأنشدني من لفظه لنفسه، قوله من قصيدة، مطلعها:
قد نبَّهتْنا صَوادِحُ القمْرِي ... لمَّا تراءتْ طلائعُ الفجرِ
وفاح من نَسْمة الصَّبا عَبِقٌ ... يفُوق رَيَّاهُ عنْبَر الشِّحرِ
والروضُ يخْتال في مُصبَّغَةٍ ... تجُرُّ أذْيالَها على النَّهرِ
وسرورُه كالقيانِ إذ خطرتْ ... لِرقصِها في مآزِرٍ خُضرِ
هذا مسبوق إليه في قول ابن طاهر الخبَّاز:
والسَّروُ فيها كعَذارَى غدتْ ... ترقُص في أردِيةٍ خُضْرِ
والطَّلُّ في أعينِ الزُّهورِ حكى ... أدمُعَ صَبٍّ أحسَّ بالشرِّ
والجوُّ قد راقَ والمُدامةُ قد ... رقَّتْ كطبعِ النديمِ أو شِعرِي
ودارَ من فوقِ وجهِها حَبَبٌ ... يُخجِل مَرآه ناصِعَ الدُّرِّ
فانْهضْ فَدَتْك النفوسُ مُبتكِرًا ... وهاتِها قبل ضيعة العُمرِ
صهباءَ تنفي همومَ ذي تَرَحٍ ... إن برزَتْ كالعروسِ من خِدْرِ
طيِّبةَ النَّشرِ في الكؤوسِ وهل ... بعد عَروسٍ يكون من عِطْرِ
يُديرها أهيفَ القَوامِ رَشًا ... مُخْتَصَر الخَصرِ بدائعَ السِّحرِ
يسْقي قليلَ المُدامِ عن ثقةٍ ... منه بما في الجفونِ من خمرِ
وأنشدته يومًا قولي:
بُروحِيَ من وجهُه آيةٌ ... تدلُّ على خلقهِ المُنْقَنِ
أُحاول في صُدغِه لحظةً ... فتمنعني زحمةُ الأعيُنِ
فأنشدني في معارضة بديهًا:
كلَّما رمتُ نَظرةً والْتماحًا ... لعِذارٍ على الخدودِ أدارَهْ
لم يجِدْ ناظِري إليه طريقًا ... لازدِحام اللواحِظ النَّظَّارَهْ
وأنشدني من لفظه لنفسه:
لا تحسبُوا أن رَيْحانَ العِذارِ بدَا ... بوجنةٍ صاغَها الرحمنُ وابتَدَعا
وإنما طوقُه السَّمُّورُ قابلَها ... فشكلُه في حواشِيها قد انْطَبعَا
مثله للشهاب الخفاجي:
وظبيٍ من السَّمُّورِ أُلبِس فروةً ... ومال كما هزَّت صبًا سُحرةً سَروَا
وإلا عيونُ الناسِ من دَهشةٍ به ... تُخايلُ أهْدابًا فتحسَبُه فَرْوَا
وأنشدني من لفظه لنفسه:
نبِّه الصَّحبَ لارتِشافِ سُلافِ ... وأدِرها بين النُّدامى الظِّرافِ
وامسحِ الطَّرفَ من فتورِ نُعاسٍ ... بذُيول الصَّبا الرِّقاقِ اللِّطافِ
يا فَدَتْكَ النفوسُ دَاوِ بصرفِ الرِّ ... احِ روحًا تعرَّضتْ للتلافِ
واسقِنيها من كفِّ ظبيٍ غريرٍ ... لَيِّنِ المُلتوى قليلِ الخلافِ
مُخطَفِ الخصرِ يختفي البندُ منه ... بين طيِّ الأعكانِ والأردافِ
في رياضٍ حُفَّتْ بِسروٍ نضيرٍ ... كجوارٍ ميَّالةِ الأعطافِ
باكَرَتْها غُرُّ السحابِ بصوبٍ ... دائِم السَّحِّ هاطلٍ مِذرافِ
1 / 135