نفحة الریحانه ورشحه طلاء الحانه

محمد امین محبی d. 1111 AH
133

نفحة الریحانه ورشحه طلاء الحانه

نفحة الريحانة ورشحة طلاء الحانة

فكأنَّ صفحة خدِّه وعِذارَه ... تُفَّاحةٌ رُمِيتْ لتقتُلَ عقربا وأنشدني من لفظه لنفسه: ولمَّا رأيتُ الفضلَ في النَّاسِ ضائعًا ... وأكثَرُ منه ضيْعةً فيهمُ الحرُّ بخِلتُ بِشعري حيث لم أرَ في الورى ... فتًى إن رأى شِعرًا يحرِّكه الشِّعرُ ورحتُ بنفسٍ لم يُرِق ماءَ وجهِها ... سؤالٌ حَداه العسرُ واقْتادَه اليُسْرُ وأنشدني أيضًا من لفظه لنفسه، قوله من قصيدة طويلة، مطلعها: عتَبِي على الدَّهرِ عَتْبٌ ليس يسمعُه ... إذْ بالهوى والنَّوى قلبي يروِّعهُ بانُوا فأصبحتُ أشكو بعد ما رحَلوا ... لِلبيْن ما بي يدُ التَّفريق تجْمعُهُ شكْوى يكاد لها صُمُّ الصَّفا جَزَعًا ... كما تصدَّع قلبي منه يَصدعُهُ منها: بي من رسِيسِ الهوَى داءٌ يُصانِعُني ... طولَ الزَّمان إلى ما الحب يصنعُهُ وأنثَنِي من لَظى الأشواقِ في حُرَقٍ ... إذا وميضُ الدُّجى يبدو تلَمُّعهُ لم ألقَ يومَ النَّوى إلا حَشًا قَلِقًا ... ومدمعًا بِأتيِّ الدمعِ يشفعُهُ يا صاحِ أين ليالينا التي سلفتْ ... مرَّتْ سِراعًا وطيبُ العيش أسرعُهُ فاعجبْ لنارِ ضُلوعي كلما خمدَتْ ... أشَبَّها من غُروبِ الجفْنِ أدمعُهُ وباتَ يُذكِي ضِرامي صادحٌ غَرِدٌ ... في النَّيربَيْنِ بتَرْنامٍ يُرجِّعُهُ يا وُرقُ مهلًا أذَا التَّرجاُع من فرحٍ ... بارَّوض أم فَقْدِ إلفٍ عزَّ مرجعُهُ وأنشدني من لفظه لنفسه، قوله: أفي كلِّ يومٍ بالنَّوى تتروَّعُ ... ومن حادثاتِ الدَّهرِ يُشجِيك موقِعُ وتشْقى برسمٍ قد ترَسَّمه البِلَى ... وتَسقِي ثَراه كلُّ نَكباءَ زَعْزَعُ وتندبُ أطلالًا تعفَّتْ رسومُها ... وتشكو لرَبْعٍ أعجَمٍ ليس يسمعُ وتُسبِل تَهْتانَ المدامعِ هاطلًا ... على قفرةٍ من دِيمةٍ ليس تُقْلِعُ وتُصبح هيما بين قفرٍ تجوسُه ... وتُمسي وَلهانًا وأنت مروَّعُ وترمِي بطَرفيْكَ الهِضابَ عشِيَّةً ... أفي كلِّ هضْبٍ للأَحبَّة مَطْلَعُ وقائلةٍ فيما الوقوفُ وقد خلا ... من القومِ مُصطافٌ يرُوق ومربَعُ فقلتُ لها أذرِي للدموعَ وهكذا ... أخو الشوقِ من فرطِ الصَّبابةِ يصنعُ وما كنتُ أدري قبل وَشْك رحيلِهمْ ... بأنِّي إذا بانُوا عن الجِزْع أجزَعُ ولا أنَّ أنفاسي يُصعِّدها الجوَى ... إذا لاح برقٌ في الدُّجُنَّةِ يلمَعُ فرُحْتُ ودمعُ العينِ تجري غُروبُه ... على الخَدِّ منِّي والحمائمُ تسجعُ تنوح بِشطِّ الوادِيين ولِي حَشا ... إذا ما انبرَى تَرنامُها يتصدَّعُ فلا كبدِي تهْدا ولا الشوقُ مُقصِرٌ ... ولا لوعتي تخبو ولا العينُ تهجعُ وقد رحَلوا عن أيمُنِ الجِزْع غُدوةً ... فلم يبق في قُربِ التَّزوارُ مطمَعُ وأنشدني أيضًا من لفظه لنفسه قوله: ومُعطَّفِ الأصداغِ يخْتلِس النُّهى ... أبدَى التَّشاغُلَ عن مُحِبٍّ والِهِ يُبدِي تلفُّتَ شادنٍ ويُديرُ لَحْ ... ظَىْ جُؤذُرٍ والبدرُ جزءُ جمالِهِ تِمثالُ شكلِ الحسنِ لا بل إنَّما ... الحسنُ مطبوعٌ على تِمثالِهِ وكنت أنشدته قولي: ولمَّا أدار الشمسَ بدرٌ لأنجُمٍ ... بأُفقِ الهنا بين الهلاليْن في الغَسَقْ عجبْتُ له يُبدِي لنا البدرَ طالعًا ... وما غاب عنَّا بعدُ جِيدِه الشَّفَقْ فنظم هذا المعنى، وأنشدنيه من لفظه: وساقٍ مَيودِ القَدِّ أحْورَ أوْطفٍ ... إذا لم يُمِتْ بالصدِّ يقتلُ بالحَدَقْ يُرينا بأُفقِ الكأسِ شمسًا توسَّطتْ ... هلالين يمْحو نورُها أيةَ الغسَقْ

1 / 133