333

** 2 الإيمان والمعرفة

** تمهيد :

إن روح الإيمان هي التسليم للحق والخضوع أمام الحقائق ، وبما أن أكبر حقيقة في عالم الوجود هي ذات الله المقدسة ، فإن روح الإيمان تتمحور حول التوحيد ومعرفة الله.

إن الإيمان يفسح المجال أمام عقل الإنسان لأن يدرك الحقائق كما هي حقا ، سواء كانت مرة أو حلوة ، وسواء كانت ملائمة لمزاجه وطبعه أم لا.

إن معلومات أولئك الذين لم يسلموا للحق هي تصور وتمثل لرغباتهم وأهوائهم ، لا لنفس الحقائق الموجودة في الخارج ، أنهم يرون الدنيا بالشكل الذي يرغبون فيه ، ولا يرونها بشكلها الواقعي.

وبهذا التمهيد تتضح علاقة الإيمان بالمعرفة اجمالا ، ونتأمل الآن خاشعين في آيات القرآن في هذا المجال :

1 ( أومن كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشى به فى الناس كمن مثله فى الظلمات ليس بخارج منها ... ). (الأنعام / 122)

2 ( أو كظلمات فى بحر لجى يغشاه موج من فوقه موج من فوقه سحاب ظلمات بعضها فوق بعض اذا أخرج يده لم يكد يراها ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور ). (النور / 40)

3 ( والذين آمنوا بالله ورسله أولئك هم الصديقون والشهداء عند ربهم لهم اجرهم ونورهم ... ). (الحديد / 19)

4 ( افمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله أولئك فى ضلال مبين ). (الزمر / 22)

* *

مخ ۳۵۱