323

«هل مررت بطريق مليء بالأشواك في يوم ما؟ قال السائل : نعم ، قال : الم تجمع ثيابك وترفع اذيالك وتسعى للخلاص من الأشواك؟ فحالتك هذه هي التقوى».

نعم ، إن الطريق إلى الله مليء بالأشواك كأشواك الشهوات والميول والأهواء والآمال البعيدة والكاذبة ، ومن هنا ينبغي على الإنسان أن يحافظ على ثباته فيتجنب أن يكون عرضة لهذه الأشواك ، وينبغي أن لا تشغله عن مسيره إلى الله سبحانه وتعالى.

وهذا لايكون إلا باليقظة والمعرفة والخبرة ومراقبة النفس على الدوام.

وبتعبير أبسط : إن التقوى هي الوقاية من الآفات التي تعترض الروح في سيرها التكاملي ، وتجنب الذنوب والشبهات حتى الوصول إلى الملكة.

وقد ذكر بعض المفسرين معاني عديدة للتقوى ، وجاؤوا بشاهد من القرآن لكل منها ، وفي الحقيقة أن كلا منها مصداق من مصاديق التقوى ، مثل التوبة والطاعة والإخلاص والإيمان (العبادة والتوحيد) (1).

ويقول البعض : إن حقيقة التقوى هي أن يجعل الإنسان حائلا أو مانعا أمام آفة ما ، فكما يدفع الإنسان تأثير ضربات العدو بالدرع ، كذلك المتقون فانهم يصونون أنفسهم من عذاب الله بواسطة درع طاعة الله (2).

نقسم التقوى إلى ثلاث مراحل : التقوى عن الكفر ، والتقوى عن الذنب ، والتقوى عما ينسي الإنسان ذكر ربه (3).

ولكن كما هو واضح فإن المعاني هذه كلها ترجع إلى المعنى الأساسي الذي ذكر للتقوى في البداية.

* *

مخ ۳۴۱