أن له بنيانا قويا ومحكما استعملت هذه المفردة بمعنى الشدة والاستحكام ، ويوم عصيب يعني يوم شديد وصعب ، ولهذا يطلق «التعصب» على حالة الإرتباط الشديد بشيء ، كما أن «العصبة» على وزن أسوة تعني جماعة من الرجال (المقتدرين) الذين لا يقلون عن عشرة ، وأما «عصبة» فتعني أقارب الرجل من جهة الأب (1).
إن «اللجاجة» وهي من مادة «لج» هي التمادي في العناد ، وملازمة أمر ما وعدم الانصراف عنه ، و «اللجة» تعني حركة أمواج البحر ، أو التباس ظلمات الليل ، و «البحر اللجي» هو البحر الواسع والمتلاطم ، والتلجلج في الكلام هو التردد فيه ، أو اختلاط الأصوات (2).
** النتيجة :
إن التعصب واللجاجة والعناد يتلازم أحدها الآخر ، لأن الارتباط الشديد بشيء يدعو الإنسان إلى الالحاح والعناد والدفاع عنه بدون قيد أو شرط.
بالطبع قد يستعمل التعصب بمعنى الانحياز والإرتباط بالحق ، إلاأن الاستعمال الغالب له هو الإرتباط بالباطل.
إن منشأ التعصب واللجاجة والعناد بجميع أشكالها هو الجهل والقصور الفكري ، لأن صاحب التعصب واللجاجة يظن أنه إذا تخلى عن عقيدته ورأيه فهذا يعني تخليه عن كل شيء ، أو أن هذا إهانة لشخصيته.
وقد يكون منشأه هو التكبر والغرور اللذين يمنعانه من الخضوع أمام الحق والتسليم له ، وقد يكون منشأه عوامل أخرى.
إن التعصب واللجاجة يجعلان ستارا قاتما على العقل لا يسمح للإنسان أن يرى
مخ ۲۶۶