205

التفسير عن ابن عباس المفسر الإسلامي الكبير (1)، وهذا التفسير يتفق مع رؤيا الرسول صلى الله عليه وآله بالكامل.

قد يقال : لم لم يشر القرآن إلى الشجرة الملعونة في القرآن المجيد؟ إلاأن هذا الإشكال يحل بالالتفات إلى لعن المنافقين بشدة في سورة محمد صلى الله عليه وآله الآية 23 ، وبني امية من طلائع النفاق في الإسلام.

إضافة إلى هذا ، فإن تعبير القرآن ( نخوفهم فما يزيدهم إلا طغيانا كبيرا ) يصدق عليهم بالكامل.

وقد جاء في رواية أن عددا من صحابة الإمام الصادق عليه السلام سألوه نفسه أو أباه عليه السلام عن المراد من الشجرة الملعونة في الآية ، فأجابهم : «بني امية» (2).

وقد نقل نفس المضمون عن أمير المؤمنين عليه السلام وكذلك عن الإمام الباقر عليه السلام ، وقد ذكر علي بن ابراهيم الروايات الثلاث في تفسيره (3).

وقد نقل السيوطي في تفسيره «الدر المنثور» روايات كثيرة عن الشجرة الملعونة ، ورؤيا الرسول صلى الله عليه وآله ، حيث فسرت الشجرة الملعونة في بعضها ببني امية وفي بعضها ببني الحكم وبني العاص ، وكلهم من شجرة خبيثة واحدة (4).

وعلى أية حال ، فإن رؤيا الرسول صلى الله عليه وآله تحققت بعد رحيله ، وخلفته الشجرة الملعونة نسلا بعد نسل ، وكانوا بلاء عظيما على المسلمين ، وامتحانا كبيرا لهم.

3 والرؤيا الصادقة الاخرى هي رؤيا إبراهيم الخليل عليه السلام فيما يخص ذبح اسماعيل عليه السلام ، فانه كان محلا لامتحان عظيم للوصول إلى مقام الإمامة وقيادة الامة الرفيع ، فقد أمر بذبح ابنه العزيز «اسماعيل» ، رغم أن الأمر أوحي إليه وهو نائم ، أي أن الايعاز كان

مخ ۲۱۵