261

نفحات کنبر

نفحات1

ژانرونه

قلت ليس القصد هو الإيقاع في النية، فله باب في الولوج لمن يأتيها ليس يأتيهليس دونه إلا إشارات دقائق لطفية، ومجازات مشهورات أو هي حقائق عرفية وهو منغلق جدا لمن حاول فتحه بغير مفتاحه، مظلم الأرجاء لمن مشى بغير مصباحه، وليس القصد [63ب-ب]في ابتدائه ما بلغ إليه في انتهائه. ولكنه لما وضع هب أن بعض ما ينزل من مسارحه يجري فيه الماء، فكيف به في شواهقها الذاهبة في السماء، فلقد اسعد البيان لولا القاطع، وقام البرهان لولا المانع، فبعض تلك المعاني، قد حل تلك المعاني[208-أ]، وبعضها يظهر له من الفلق، ما هو أبين من عمود الفلق، لكن الأرض إذا زلزلت زلزالها،وأخرجت أثقالها، تحدث أخبارها، وتكشف أستارها.

وإن الكاتب بعد أن أذاقه الله حلاوة نعمه الوافية وأياديه الكافية، وألبسه ثياب بره الصافية. لم يكن له بعد الإستقرار على تخت النعم، والشكر على ما اجزل الله من القسم، من الإسترواح إلى شئ أرواح من تذكر سابق بركم إليه. ورائع فضلكم وإحسانكم عليه.

ما أنس الآنس نعماهم عليا وقد

كأنني فيهم أحرزت ما تركت ... فارقت أهلي وجيراني وأصحابي

أسلافهم حق ميراث بأسباب

وإن موجب التحير إلى هذه الغاية هو اضطراب الخاطر عند ورود ذلك الكتاب بأي وجه يتلقى من الجواب: بشرح يسير معه في كل مجال، فيجاريه في الممكن ويفارقه في المحال، أم بأبيات تكون تكملة للأصل يكون فيها الفصل، مع التعجب لتلك التوجيهات التي احتملها احتمالا لا ظاهرا، والتخريجات من اللغة التي استحق بها المعنى مظهر بدره سافرا، وحينا يخطر في البال الإسعاد إلى ذلك المرام واحتماله وإن لم يخطر من قائله على باله، وهذا فيه ما فيه فإنه يباين الصدق وينافيه، وقد ذكرت هنا:

تمانعت إذ غدت في الذهن تزدحم

وإنه لم يزل على الخاطر توجيه الخطاب

إليكم بأبيات كالحلية على الحروف

فأشيد من مباني الثنا عرفا

مخ ۳۰۵