259

نفحات کنبر

نفحات1

ژانرونه

وممن أجاب المولى عبد الرب بن محمد بن الحسين بن عبد القادر بن الناصر- رحمهم الله- ومشاه أيضا في الماء.

وأجاب عليه المولى صاحب الترجمة بجواب بليغ لا بأس بإيراده وهو:

حي هلا بضيف طرق أبياتي

طروق الطيف ما أكرمه من نازل

لطيف الشمائل وما ألطفه[63أ-ب]

من زائر كريم العناصر

حل معناه في بيوتي فأضحت

عاطلات من حليها وحلاها

كأنما الظل فيها قد نسخ بالفي

وضاع عرف سرى من نشرها بالطي

وبدلت بعد شئ كان فيها شئ

فقل خلقنا من الماء كل شئ حي

فإذا الحلة قد حلها غير بانيها

والحلة قد اكتساها غير واشيها

كأنها ربوع طم عليه البحر فملاء منها السهل والفجاج، أو شمع طلع عليها الفجر فبطل حظ السراج. فأصبحت خاوية على العروش لم يبقى فيها مما تهش إليه النفوس إلا النقوش. كأنه نفخ في أجسادها أرواح معانيه وهبت أرواح ذكائه فهاج الماء حين ادعى أنها من مغانيه، والغرض من هذا الكتاب قد قطعته عوارض الأسباب،وأخره إلى هذه الغاية التحير في أي مسلك من الخطاب وطالب المفاكهة كجالب الفاكهة والقرطاس يريك وجه أخيك وإن بعد المزار فيبتهج السمع والبصر ببلوغ الأوطار، كأنما نفح فيها روح معناه فقامت به سوية، ولعل ذلك كان بمشاركة عيويه، قد صار كالمرآة وكالماء يحكي كل صورة: فبأي شئ تلتقيه النفس يحكيها ضرورة:

إذا رق منه أديمه ... وصفى فلم يحجب ضميره

غيره:

الماء عذب سائغ شراب

عذب ومنه يخرج اللالئ

سيف يفل غرب كل عضب

كالنهر عين مائه تفور

تحمله جارية إذا طغى

ذاك سداد جائع وضامي

((ذاك محيط فهو للماء صورة

كلاهما من السماء ينزل

وكم أجاب غيركم من الفرق

أبلغه عني القول يا نسيم

أعني مقر المجد والمعالي ... وذاك أن حقيقته سراب

نور ومنه تظلم الليالي

عقد يحل عصب كل غرب

فيها ومن تنوره يفور

ماء وتبغي وصله إذا بغى

والماء يطفي علل الأوامي

والماء في إنائه ماء سوره)) (1) )

فهامل هذا وذاك مهمل

فلا بما هو هو ولا بالماء صدق

مخ ۳۰۳