239

نفحات کنبر

نفحات1

ژانرونه

في اليمن الأسفل بعد وفاة والده ولم يزل مدة خلافة المؤيد بن المتوكل وكان له به غرام طويل ومآثر حميدة، ولما قام بالأمر أخوه صاحب المواهب اتفق لصاحب الترجمة ما إتفق لغيره من آل الإمام وكان من جملة الأمراء الذين تقدموا لحربه إلى المنصورة وجرت بينهما حروب وخطوب وآل أمره إلى أن حبسه أخوه، ولبث في الحبس أعواما ولما طال حبسه كتب إلى أخيه يستعطفه، وكان قد سمع حمامة تغرد فشجاه ذلك الصوت فقال وضمن فيها البيت الرابع:

وحمامة صدحت على فنن اللوى

فغدا يسيل دمي من الأحداق

تشد تشدو وقد خلصت من القفص الذي

قد قيدت فيه عن الإطلاق

ناديتها لما سمعت هديلها

يا ذات طوق نحن في الأطواق

بي مثلما بك يا حمامة فاسألي

من فك أسرك أن يحل وثاقي

فاستجاب الله سؤاله وأفرج عنه في سنة عشر ومائة وألف.

وحكى لي غير واحد من حفدته أن والده المهدي كتب يوما قطعة صغيرة بيتا وهو:

والقائم الملك الخوات من شهدت ... له الملائك بالعالي بالعالي من الدرج

ثم طواها وختمها وأعطاها بعض جواريه، وقال هذه تكون عندك وديعة للولد إسحاق فإنه سيحتاجها بعد موتي فأخذتها الجارية ثم نسجت عليها عناكب النسيان فلم تذكرها إلا قريب إخراجه من السجن فأنفذتها إليه فلما قرأها أرسل بها إلى أخيه وذكر له القصة فأفرج عنه وولاه بلاد (خمر) (1) وما إليها؛ ثم أسكنه بلاد (أصاب) وجعل نظرها إليه فاستقر بها واكتسب بها مدة أموالا جمة ثم طلبه أخوه للخروج على (يافع) (2) فوصل إلى اليمن وبقى في (جبلة)، يسيرا.

[وفاته]

مخ ۲۸۳