إذا طلعت في ليلة من ذوائب
لقد عمها حسن وكمل خالها
هي المطلب الأسنى ورؤيتها المنى ... وفي كل قلب إن نضته له غمد
غدائره اللاتي بها الليل مسود
لذلك لا يسطاع النظر الرد
لظنهم بظنهم صوب الحياء عندما يبدو
ولكن سقياها المدامع لا العهد
أرتنا شعاع الشمس والليل مشتد
ملاحتها حتى انثنت ولها الجد
وليس لصب في هوا غيرها قصد
ومنها:
ويطمعني في وصلها لين قدها
وكيف يرام الوصل منها وحجبها
ومن عجب أن الغزال التي غدت
إذا حسن السلوان للقلب هجرها
وكيف سلوا القلب عنها وقد غدا
وليس بسال بعدما علقت به
إذاما ادعت شمس الضحى نور وجهها
وإن شابهت غزلان وجرة جيدها
وما لرحيق الخمر حسن رضابها
وإن يشبه الرمح المثقف قدها
ودعوى كثيب الرمل شبها لردفها
تكامل فيها الحسن حتى حسبتها
على ان ذا الحسبان ليس بكاذب
ولكنني لما تمادى بي الهوى
رجعت إلى قلبي المعنى ألومه على
وألقيته وألفيته في سكرة الحب والها
وذلك من وفا الفضائل مهرها
فيا لك إعراسا زكيا مباركا ... ويؤيسني قلب هو الحجر الصلد
رماح ودون الحي من قومها اسد
من الأنس في حجابها الأسد الورد
تمثل منها الحسن فازدحم الود
يرى حبها فرضا به يكمل الرشد[96أ-ج]
محاسن لا يأتي على بعضها العد[165-أ]
فإني فإن لها جيدا به يحسن العقد
فليس لها خدا يطيب به الورد
وأنى له مسك يمازجه الشهد
فليس له صدر يزينه النهد
يكذبه خصر لها كاد ينقد
اتت من جنان الخلد دام لها الخلد
ولو لم تكن حوراء كان لها ند
وأضرم في الأحشاء نيرانه الوجد
حب من قصوى أنالتها الصد[52أ-ج]
فأيقظته باسم الذي كسبه الحمد
فزفت إليه بعد أن وقع العقد
تولد منه الفخر والشرف العد
ومنها في مدح القصيدة:
حسان معانيه معانيها إذا ما تصورت
ولم لا يهيم الفكر فيها وقد غدا
وصرت بما حررت في الرق مالكا
وكاتبت من لا يستطيع كتابة ... فليس لفكر من ولوع بها بد
بها كل معنى وهو في حسنه فرد
وقد كان بالتحرير يستخلص العبد
مخ ۲۶۰