وكتب صاحب الترجمة من الحبس إلى المولى عبد الله بن أحمد بن إسحاق بن إبراهيم بن المهدي الآتي ذكره إن شاء الله تعالى.
حبسوا المحب وحبه لم ينحبس
يحلوا بذكر حبيبه وبقلبه ... أوما تره إلى معاهدة أنس
ما ليس يوصف ما رجاه أو أيس
منها:(1)
ما للوشاة تحزبوا وتكلفوا
لا تخشى مهما كنت حافظ وده
وإذا رأيت ركاب أحبابي سرت
وأذكر لهم شوقي القديم فإنه
حبي لهم طبع وغيري شيق
سري المصون أذعته بين الورى ... وأتو بزور بين لم يلتبس
من باع بالحب السلو فما بخس
قف بالديار وحي ربع ربعا قد درس
ضاق الرحيب وكاد صبري ينعكس
من نار وجدي يصطلي أو يقبس
وأنا على ما بي حريص محترس
منها:(2)
وأنا الذي أرجوا الخلاص بحقه
لا يدرك الإنسان ساعة راحة ... من سجن سجن ضاق فيه من جلس
فيه وسل عن حاله من قد حبس
فأجاب المولى الفخري بقوله:
ثق بالإله ومنه نصرك فالتمس
واقطع رجاك عن البرية كلها
في يوسف الصديق أعظم أسوة
تالله ما في حبس مثلك سبة
كلا ولا في هدم بيتك وصمة
وإذا الفتى في الدين أضحى سالما
والحبس لمالم يكن في عن ريبة
في الحبس جم فضائل مجهولة
والدهر ذو دول تنقل في الورا
فاصبر وقف بالباب وقفة عارف
وأجعل أنيسك ذكر يونس إنه
ولانت أدري بالذي أهديته
فألبسه أثواب القبول تفضلا
وعليك من صافي الوداد تحية
... تظفر بروح عنه مثلك ما أيسآنس
وبزور واش قد وشى لا تبتئس
وبحال يونس كل مكروب أنس أيس
إذ فضل ذاتك مطلق لم ينحبس
فمشيد مجدك شامخ لم يندرس
هانت عليه رسوم خط ينطمس
صقل لقلب في المعارف قد غمس
لسواك لكن عنك لما يلتبستلتبس
والدور منها عن قريب ينعكس
بجميع ما في الكون هذا لا تحس[93ب-ج]
عند اشتداد الكرب أفضل ما درس
فأنا الذي من نور هديك أقتبس
وعليه من عين الأعادي فاحترس
وعلى أخ في الله ظلما قد حبس
مخ ۲۵۳