قال صاحب النسمة: وكان يعرف قول أهل الدهر وربما أتهم بما ذكره ابن خاقان عن ابن الصانع بين أهل العصر.وله من شعر ما كتبه إلى أخيه الحسين وهو:(1)
قفا حدثا عن صبوتي وغرامي
وعني خذا الأشواق والوجد والهوى
وفي الجزع حي كلما هاج ذكرهم
جفوا مغرما لم يلهه عن ودادهم
ولا لحن شاد معيدي غنائه
إذا سلوة رامت إلى القلب مسلكا
رعى الله دهرا قد مضى لسبيله
ولا حاسد يؤذي ولا كاسح يسي
بروض سقاه الله اغزر صبب
وغنى به النهر المصفق فرحة
وهز لها غصنا نسيم معلل
فخلنا زهور الروض لما تناثرت
وغنى به الطير المغرد منشدا
ولا نخشى من إثم إذا ما عذلتني
وهبوا إلى ما خول الدهر من بد
ألا ليت شعري هل تعودون مرة
وهل أقض حق الحافظين عهودهم
وهل تسمح الأيام بالجمع بيننا ... ففي القلب نار أججت بضرام
فليس دعى في الهوى كإمام
نسيم اشتياق لا يلذ منامي
سلوا ولا ألهاه شرب مدام
سلوا ولا ألهاه شرب مدام [79أ-ج]
يسجع ألحانا كسجع حمام
يقول لها النائي ارجعي بسلام
وأمتعني فيه بكل مرام
ولا عاذل يغري بطول ملام
ينظم فيه الدهر أي نظام
فلوى غصون البان وهي طوامي
يرنح أعطافا بلين قوام
عقود لآل أو نجوم ظلام
أدر ذكر من أهوى ولو بملام
فإن أحاديث الحبيب مدامي
فكم من هبات للزمان كرام
ليالي أنس لي قبيل حمامي
بعهد امرئ يرعى أكيد ذمام
وأضرب في ذاك الجناب خيامي
[مؤلفاته]
وله رسالة سماها: (شفاء النفوس في معارضة انتصاف ابن زيدون من ابن عبدوس). شاهدة له بالسبق في ميدان الإنشاء وسببها أن الأمير محمد بن سنان الرومي (2) ترك بصنعاء ابنة له محتشمة فخطبها رجل معلم، وكانت تترفع عن إجابة الأكابر فأنشأ المذكور تلك الرسالة على لسانها وتهكم بالمعلم فيها، ولم يزل يرتفع أوانه ويقع أخرى حتى توفي بالحصين [79ب-ج] [من ضوران] رحمة الله تعالى.
ومنهم السيد:
مخ ۲۲۴