خمرة)، ألم تعلم أينا أبهى محيا، وشتان ما بين الثرى والثريا، أين سوادك من بياضي؟ وما زُهر نجومك إن تلألأ زَهر رياضي وكم أطلعت بدورا في مواكب السيارة، فأضحت تزهو بجمالها على الكواكب السارة.
إذا ركبوا زادوا الموكب بهجة ... وإن جلسوا زانوا صدور المجالس
وهل لك مثل الغزالة، التي انفردت في الملاحة لا محالة، فأنا الذي ضاء صباح الصباحة من محياه، وضاع عبير العنبر من نشر أنفاسه وطيب رباه، ولولاي ما عرف الحسن والجمال، ولا سعي على وجه الأرض بدر الكمال، ولا تميز الحي من الميت، ولا بدا للعيان سر هذا البيت:
ثلاثة تجلو عن القلب الحزن ... الماء والخضرة والوجه الحسن
فبي تفوح روائح الأزهار، وتلوح الأنوار، وتقتبس الفوائد، وتلتمس الفرائد وما لاح جيدي الحالي وجيدك العاطل، إلا تلا لسان الحال (وقل جاء الحق وزهق الباطل)، وقد قدمت أني فاضح، أو ما عملت أن (الحق أبلج) واضح، فإني نظرت إليك بنور علام الغيوب، فظهر لي ما بطن في سرك من العيوب، فجعلت مطوي معائبك كتابا منشورا، وصيرت منظوم كواكبك هباءا منثورا، فأنا الناقد البصير، والله الولي لي والنصير، كيف تحاول من لواك عن اتباع هواك، وأنت
1 / 139